بيع الوهم وبروباغندا الإنتصار لدى نتنياهو

بيع الوهم وبروباغندا الإنتصار لدى نتنياهو
الخميس ٢٠ مايو ٢٠٢١ - ٠٤:٥٥ بتوقيت غرينتش

لم يكن يعلم بنيامين نتنياهو أن الانتصار في غزة محرم عليه وبأن المعركة التي خاضها لانقاذ نفسه من السقوط ستعجل في نهايته وانتهاء حقبته،

العالم - قضية اليوم

إن المعركة التي مازالت مستمرة في قطاع غزة والتي اثبتت بأنه بات لغزة درع وسيف غيّرت القواعد وأسست لمرحلة جديدة عنوانها ما بعد حرب العام ٢٠٢١ ، وكما مازلنا ككتابه ب وصحفيين نؤرخ لما بعد حرب تموز ٢٠٠٦ فإننا سنؤرخ أكثر لما بعد هذه الحرب التي أعادت القضية الفلسطينية الى الصدارة من جديد ورفعت نسبة التضامن العالمي معها بعد ان كانت قد ذهبت في غياهب النسيان وتحولت إلى خبر عابر في نشرات الأخبار وفي زوايا الصحف التي لا تقرأ ، منذ اليوم الأول ونتنياهو ووزير حربه جانتس يحاولان البحث عن انتصار لكنهما لم يجدا سوا الهزائم والنيران التي تقذف تل أبيب، وكلما حاولا ذكر انجاز لهما تذكر الاسرائيلييون بان محمد الضيف قد فرض حظر التجول على تل أبيب وبأمر منه فقط هو لا غيره خرج سكان تل ابيب لساعتين من الملاجىء، حجم النيران في هذه المعركة كان هو الأهم وقوة الردع كانت الفاصلة اما نسبة الدمار التي خلفها الأحتلال في قطاع غزة ففي الحسابات العسكرية لا تذكر لأنها كانت متوقعة وما هو متوقع في الحرب لا يعد إنجازا لكن الإنجاز هو في مفاجأة العدو وإرباكه وقلب الطاولة عليه، مئة وخمسون صاروخا دكت تل ابيب ومحيطها، من هنا فإن البربوغندا التي خرج بها نتنياهو وحديثه في كل مرة بأن المقاومة اصيبت بنكسة حقيقية وأن عمليته تحقق اهدافها وبأنه لن يعود الى البيت إلا بإخضاع حركة حماس وتوفير الامن لسكان مستوطنات الغلاف ولعسقلان واسدود ،لكنه في قرارة نفسه يعرف ان هذه بربوغندا رخيصة وانه غير قادر على توفير الامن حتى لمن هم في حيفا، أما الشارع الإسرائيلي فكل هذه الأنتصارات الوهمية غير معترف بها لأنه في اوج وعود نتنياهو بالأمان والامن كان يختبأ في الملاجىء وتهزه اصوات الانفجارات ، ماذا يعني هذا الشارع ان يدمر نتنياهو ابراج الشروق والجوهرة والجلاء، هل هذا التدمير يغير شيئا اذا كانت الصواريخ في إثر هذه الاهداف الوهمية تصيب اهدافا حيوية تؤثر على حياة الرفاهية التي يعيشها الاسرائيلييون وغير مستعدين ان يتنازلوا عنها ، اذا كان صوت الشارع الأسرائيلي في جله يطالب نتنياهو بالتوقف فإن الشارع الغزي يطالب المقاومة بالأستمرار حتى تحقيق الأهداف كاملة رافضين اي الغزيين ان تتوقف المعركة تحت شرط (وقف متبادل لاطلاق النار )، إن اثار هذه المعركة كبيرة وكثيرة ومتعددة وتحتاج الى مقال كامل لشرحها لكن النتيجة الاهم أنها ستحجم كيان الاحتلال وسيبدأ العالم يتعامل معه ككيان عنصري يفرض نظام الابرتهايد على سكان الضفة والقدس المحتلة وحتى على الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام ١٩٤٨ ، إن معركة نتنياهو مع غرة ستنتهي وستخرج المقاومة منها منتصرة وتفرض قوة الردع لكن معركة الرجل الحقيقية هو ومن سيليه في الحكم مع الضفة الغربية التي اثبتت أنها مستعدة دائما لما هو ابعد من المواجهة ومع الداخل المحتل الذي استطاع في الأيام الماضية ان يربك المحتل ويعيد التواصل الكامل مع العمق الفلسطيني والعربي والاسلامي ، اما الانتصارات الوهمية بالنسبة لبنيامين نتنياهوً فستنكشف قريبا وفي اليوم الثاني لاعلان التهدئة ستفتح ملفات هذه الحرب ولا أستبعد ان تشكل لجنة تحقيق على غرار لجنة فينغراد للتحقيق في يومياتها وما صاحبها من اخفاقات في الجيش والجبهة الداخلية التي يبدو بعد خمسة عشر عاما من حرب لبنان لم تمتن ولم تهيء للاسوء .

فارس الصرفندي