المطبعون العرب.. الثغرة التي تسللت منها "إسرائيل" الى أفريقيا

المطبعون العرب.. الثغرة التي تسللت منها
السبت ٣١ يوليو ٢٠٢١ - ٠١:٢٩ بتوقيت غرينتش

مازال القرار الذي اتخذه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد بقبول عضوية الكيان الاسرائيلي في الاتحاد بصفة مراقب، دون مشاورات موسعة مسبقة مع جميع الدول الأعضاء، يثير ردود فعل بين العديد من الدول الاعضاء في الاتحاد الافريقي، لتعارضه الكامل مع القيم والمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد .

العالم كشكول

القرار الصادم بمنح الكيان الاسرائيلي صفة مراقب في الاتحاد الافريقي، والذي يتناقض ويتنافى مع كل القيم والمبادئ التي قام عليها الاتحاد ، ما كان ليُتخذ لولا تطبيع بعض الدول العربية، التي ساهمت هرولتها العار نحو التطبيع، في تشجيع بعض الدول الافريقية، التي عانت من الاستعمار والاحتلال والعنصرية على مدى عقود، على الموافقة على منح كيان محتل عنصري غاصب، عضوية مراقب في الاتحاد، الذي قام على نبذ الاحتلال والعنصرية والاستعمار!!.

اللافت ان الاتحاد الافريقي يضم 19 دولة عربية واسلامية بين 54 دولة افريقية، وهو وجود كان يجب ان يكون مؤثرا في الحيلولة دون تغلغل الكيان الاسرائيلي في القارة السمراء، ولكن ما عسى ان تفعل اكبر دولتين عربيتين اسلاميتين في الاتحاد الافريقي، هما مصر والسودان، في الوقت الذي ارتبطتا بعلاقات "تطبيعية" مع الكيان الاسرائيلي؟!.

يتفق جميع المراقبين لطريقة تسلل الكيان الاسرائيلي الى القارة الافريقية، على ان هذا الكيان تسلل من خلال حاجة دول القارة الى التقنيات الخاصة بالزراعة وادارة المياه والمساعدة التقنية والعلمية والاستثمار في المواد الطبيعية البكر في القارة، وهذا التغلغل بات أكثر وضوحا، في قضية سد النهضة الاثيوبي، حيث قام الكيان الاسرائيلي بتقديم "المساعدات" المالية واللوجستية والتقنية والعلمية لإثيوبيا، من اجل بناء السد، الذي بات يهدد اليوم مصر والسودان كوجود، بينما ارتبط هذان البلدان بعلاقات تطبيع مع "اسرائيل"، ومنحاها الشرعية ومن ثم النفوذ للتغلغل في افريقيا، حتى بات اليوم مصير الشعبين المصري والسوداني بيد "الكيان الاسرائيلي"، الذي اصبح يتحكم من وراء الكواليس بحجم المياه التي يجب ان تسمح بها اثيوبيا لتهب الى ملايين المصريين والسودانيين.

الجزائر الدولة العربية الافريقية التي مازالت تقاوم التمدد الصهيوني في افريقيا، حيث اتفقت مع 13 دولة افريقية اخرى وهي جنوب إفريقيا، وتونس، وأرتريا، والسنغال، وتنزانيا، والنيجر، وجزر القمر، والغابون، ونيجيريا، و زيمبابوي، وليبيريا، ومالي، والسيشل، لطرد كيان الإحتلال الإسرائيلي من الاتحاد الإفريقي،. وشدد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن الدبلوماسية الجزائرية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الخطوة التي قامت بها تل أبيب والاتحاد الإفريقي دون استشارة الدول الأعضاء، معتبرا قبول الاتحاد الإفريقي لـ"إسرائيل" عضو مراقب يهدف لضرب استقرار الجزائر التي تقف مع فلسطين والقضايا العادلة.

ان تحرك الجزائر لمحاصرة النفوذ الاسرائيلي في افريقيا، هو مجهود في غاية الاهمية، الا انه يجب ان يكون مقرونا بتحركات عربية وفلسطينية، فعلى الصعيد العربي لابد لدول مثل مصر والسودان والمغرب، ان تنظر الى الكيان الاسرائيلي بذات النظرة الجزائرية، فهذا الكيان يعتبر تهديدا وجوديا لكل العرب والمسلمين دون استثناء، وعلى هذه الدول ان تقطع علاقاتها مع هذا الكيان العنصري والغاصب والحاقد على العرب والمسلمين، من اجل نزع "الشرعية" التي منحتها لهذا الكيان. وفي ذات السياق، على السلطة الفلسطينية أن تتحلل بدورها من اتفاقيات أوسلو، وأن تسحب الاعتراف من هذا الكيان، لقطع الطريق أمام المطبعين العرب وغير العرب.