عدم اعلان ترشح الحريري للانتخابات النيابية في لبنان قرار سعودي أم مناورة؟!

عدم اعلان ترشح الحريري للانتخابات النيابية في لبنان قرار سعودي أم مناورة؟!
الثلاثاء ٢٨ ديسمبر ٢٠٢١ - ١٢:١١ بتوقيت غرينتش

على الرغم من كثرة المعلومات التي تتحدث عن عدم رغبة رئيس الحكومة اللبنانية السابق ​سعد الحريري​ في خوض ​الإنتخابات النيابية​ المقبلة، إلا أنّ الرجل لم يخرج بأيّ تصريح واضح وعلني يؤكّد فيه هذه المعلومات أو ينفيها، في مؤشّر إلى أنّه لا يزال يراهن على بعض التطورات قبل حسم قراره بشكل نهائي.

العالم- لبنان

على الرغم من ذلك، يبدو أن الوقت يضيق أمام الحريري للإعلان عن موقفه النهائي، لا سيما بعد صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، نظراً إلى أن العديد من الشخصيات المحسوبة عليه تبدو مستعجلة لمعرفة مصيرها، سواء كان ذلك على مستوى الترشيحات أو التحالفات.

في هذا السياق، تشير مصادر سياسية متابعة، إلى أنّ رئيس الحكومة السابق ينتظر أن تتوضح صورة الدور السعودي في الإنتخابات النّيابية، خصوصاً بعد أن أرسلت الرياض أكثر من إشارة تؤكّد من خلالها أنها ستكون حاضرة في هذا الاستحقاق، لا سيما على مستوى بناء تحالف يجمع كل من "​الحزب التقدمي الإشتراكي​" وحزب "القوات اللبنانية".

وتلفت هذه المصادر إلى أنّ "الإشتراكي" يبدو متحمّساً لخوض هذه الإنتخابات بالتحالف مع تيار "المستقبل"، لا سيما في دوائر الشوف وعاليه وبيروت الثانية والبقاع الغربي، الأمر الذي يفسر المساعي التي يقوم بها رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط لإقناع ​السعودية​ في تبديل موقفها من الحريري، لكن في المقابل لا يبدو أن "القوّات" متحمس لهذا الخيار، نظراً إلى أنه يعتقد بإمكانية توسيع دائرة تمثيله على حساب "المستقبل".

من وجهة نظر المصادر نفسها، هذا الأمر يعود إلى أن "القوات"، في ظلّ الدعم السعودي الذي يحظى به، يعتبر أنه قادر على كسب مجموعة من المقاعد النيابية السنّية، نظراً إلى أنّ الأصوات التي كانت تذهب إلى "المستقبل" من المفترض أن تذهب إليه، أو إلى حلفاء له في هذه الساحة مرتبطين به أكثر من التيار، خصوصاً إذا ما قرّر رئيس الحكومة السابق الغياب عن المشهد الإنتخابي.

في هذا الإطار، تلفت أوساط مطّلعة على الواقع داخل الساحة السنية، عبر "النشرة"، إلى أن مشكلة الحريري الأساسية تكمن بالواقع المالي الذي يمرّ به، حيث لا يمكن أن يخوض هذا الإستحقاق في حال لم يتوفّر له الدعم المطلوب، لا سيما أن العديد من المنافسين يملكون هذا السلاح، وبالتالي فرص هزيمته قد تكون كبيرة، الأمر الذي لا يمكن أن يتحمّله في ظلّ حملة الضغوط التي يتعرض لها.

وفي حين لا تنفي هذه الأوساط فرضيّة أن يكون الحريري يناور، في هذه المرحلة، لاستقطاب دعم خارجي بديل عن السعودي في حال لم يتوفر هذا الأخير، على قاعدة أنّ غيابه عن الساحة السنّية قد يقودها إلى خيارات متطرّفة، الأمر الذي لن يكون من مصلحة العديد من الجهات الدوليّة الفاعلة في لبنان، فإن (هذه الاوساط) تشير الى بعض السيناريوهات التي يتم تداولها في الوقت الضائع من قبل مقربين من "المستقبل".

من ضمن السيناريوهات المطروحة، بحسب الأوساط نفسها، تولي رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة تشكيل لوائح بإسم "المستقبل" في كل لبنان، على قاعدة أنّ الرجل قد يمثل إشارة إيجابيّة بإتّجاه الرياض، أو الذهاب إلى تشكيل لوائح قريبة من التيار لكن لا تخوض الإنتخابات باسمه، وترى أنّ الخيار الثاني قد يكون هو الأقرب إلى الواقع، كونه لا يتطلب من "المستقبل" تأمين أيّ تمويل لهذه اللوائح، كما يجنّبه التداعيات السلبيّة في حال تعرضها لأي خسارة.

في المحصّلة، جميع المؤشّرات تؤكّد أنّ الحريري لن يخرج بأيّ موقف رسمي قبل حسم الأمور على المستوى السعودي، سواء كان ذلك لناحية دعمها له أو للوائح أخرى أو نأيها بنفسها عن المنافسة على الساحة السنية تحديداً، خصوصاً أن هذا الإستحقاق قد يكون، بالإضافة إلى أهميته على المستوى الوطني، مصيرياً له على المستوى الشخصي.

مراسل العالم .