استقبال كبير للرئيس الصهيوني في عمّان على الطريقة الأردوغانية؟!

استقبال كبير للرئيس الصهيوني في عمّان على الطريقة الأردوغانية؟!
الخميس ٣١ مارس ٢٠٢٢ - ٠٦:٠٨ بتوقيت غرينتش

استقبال رسمي حافل على مستوى رؤساء الدول، هكذا استقبل الاردن وملكه عبد الله الثاني رئيس الكيان الاسرائيلي إسحاق هيرتسوغ، يوم أمس الاربعاء، وسط دهشة الشارع الاردني وبعض القوى السياسية التي لم تعتد مثل هذه المراسم لرئيس صهيوني رغم مرور 28 عاما على توقيع اتفاقية وادي عربة.

العالم – يقال ان

على الرغم من ان رئاسة كيان الاحتلال منصب فخري لكن الاردن كما تركيا احتفى بهيرتسوغ كونه يحظى باحترام المكونات السياسية الصهيونية، بحسب السلطات الاردنية، موجها رسالة سياسية رأى فيها مراقبون تعويضا منه (الأردن) عن غيابه او رفضه تلبية الدعوة للجلوس على طاولة لقاء النقب التطبيعي الذي ضم وزراء خارجية مصر والامارات والبحرين اضافة الى وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن.

وحظي هيرتسوغ باستقبال في القصر الملكي الأردني مع حرس الشرف وعلم كبير للكيان الاسرائيلي يرفع لأول مرة في باحات الاستقبال الملكية، وهو ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بين الاردنيين الذين عبروا عن شعورهم بالمفاجأة والاستنكار معا حيث صدر بيان عن مجموعة من القوى الطلابية في الجامعة الاردنية و هي أبرز وأهم الجامعات الرسمية تؤكد فيه تفاجؤها ومعارضتها ورفضها باسم القوى الطلابية تلك السابقة البروتوكولية في مجال التطبيع في العلاقات مع الاسرائيليين.

وعبّر البيان باسم القوى الطلابية في الجامعة الاردنية عن استهجان الزيارة اصلا واعتبر هيرتسوغ ضيفا غير مرغوب فيه في عمّان خصوصا في ظل استمرار الكيان الاسرائيلي في الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني وحتى على الوصاية الهاشمية الاردنية في القدس وكانت فعاليات متعددة قد رفضت تلك الزيارة او استقبال الرئيس الاسرائيلي في عمان بصفة رسمية فيما يبدو ان بيان القوى الطلابية اكد مجددا على رفض الشعب الاردني لكل انماط التطبيع مع العدو.

ورجح أغلب الخبراء ان يكون الحرص على استقبال دافئ لهيرتسوغ في عمّان يهدف الى التغطية على عدم حضور الاردن للقاء النقب التطبيعي حتى لا يستغل غياب الاردن لا من جهة اليمين الاسرائيلي ولا اليمين الامريكي ولا وزارة الخارجية الامريكية مع انه يتجاهل تماما مشاعر الشعب الاردني الرافض للتطبيع، خاصة مع استمرار الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني.

ورغم ان الملك الاردني طالب الاسرائيليين بتهيئة التهدئة العامة خلال شهر رمضان المبارك والحرص بنفس الوقت على ان يؤدي المصلون المسلمون في القدس شعائرهم الدينية بحرية مطلقة داخل الحرم المقدسي وحرم المسجد الاقصى الذي يعتبر الاردن الطرف الوصي عليه، إلا ان ذلك لم يتحقق حيث تم اليوم الخميس تمكين عضو كنيست متطرف الخميس من اقتحام المسجد الأقصى.

ولم يتقبل الشارع الاردني تبريرات السلطات الاردنية مؤكدا على مقاومة التطبيع، في وقت تحاول فيه عمّان إدارة مصالحها بتطبيع جزئي، حسب وصف محللين اردنيين، وذلك في ظل الضغوط التي يتعرضون لها بعد التطورات التي نتجت عن تطبيع بعض الانظمة العربية واتجاهها بحماس شديد الى التعاون مع حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة ويقف النظام الاردني عاجزا عن عدم التفاعل مع هذا الحماس وهو الذي يدير البلاد عبر المساعدات الامريكية والعربية.

وشبه نشطاء سياسيون أردنيون ونقابيون طرقة استقبال سلطات عمّان لهيرتسوغ بطريقة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي استخدم السياق البروتوكولي عندما استقبل رئيس الكيان الاسرائيلي في انقرة، حيث كان نفس هؤلاء قد وجهوا انتقادات بالجملة لأردوغان آنذاك ليروا اليوم بلادهم تقوم بالمثل!.