اردوغان يؤدي العمرة بعد لقائه قادة السعودية

اردوغان يؤدي العمرة بعد لقائه قادة السعودية
الجمعة ٢٩ أبريل ٢٠٢٢ - ١٢:٠٤ بتوقيت غرينتش

أدّى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مناسك العمرة في المسجد الحرام في مكة المكرمة الجمعة بعد لقاءات مع قادة السعودية تهدف لإعادة إطلاق العلاقات المتوترة بين البلدين، في ثاني أيام زيارته الأولى للمملكة منذ مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده بإسطنبول في 2018.

العالم - السعودية

وسار إردوغان بين مجموعة من مرافقيه ومن الحراس في باحات المسجد، إلى جانب أعداد غفيرة من المصلين الذين عادة ما تزداد أعدادهم بشكل كبير في آخر يوم جمعة من شهر رمضان.

وكان الرئيس التركي بحث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في جدة مساء الخميس تطوير العلاقات بين البلدين اثر الخلاف المرير في أعقاب جريمة اغتيال الصحافي السعودي. ونشرت وكالة الأنباء السعودية (واس) صورا لهما وهما يتعانقان، في ما بدا مقدمة لطي صفحة التوتر بين البلدين.

والتقى إردوغان الذي يسعى إلى تحسين علاقات بلاده مع بلدان اقليمية في خضم مصاعب اقتصادية جمة بتركيا، الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في مستهل زيارته الاولى للمملكة منذ 2017، ثم اجتمع بولي العهد.

وجرى خلال الاجتماع بين إردوغان و بن سلمان "استعراض العلاقات السعودية التركية، وفرص تطويرها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها"، حسبما أفادت الوكالة السعودية.

وكان الرئيس التركي قال للصحافيين قبيل مغادرته للسعودية "سنحاول إطلاق حقبة جديدة وتعزيز كافة الروابط السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية"، مضيفا "آمل أن توفّر هذه الزيارة فرصة لتعزيز العلاقات القائمة على الثقة والاحترام المتبادلين".

وتابع "نعتقد أن تعزيز التعاون في مجالات تشمل الدفاع والتمويل هو في مصلحتنا المشتركة".

وقُتل خاشقجي، الصحافي الذي كان يكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست" ينتقد فيها ولي العهد، الحاكم الفعلي للبلاد، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2018 في قنصلية بلاده في اسطنبول، في عملية قطّعت فيها أوصاله وأحدثت صدمة في العالم وشرخا في العلاقات.

واتّهم الرئيس التركي حينها "أعلى المستويات" في الحكومة السعودية بإعطاء الأمر لتنفيذ عملية الاغتيال على أيدي عناصر سعوديين. ووجّهت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية أصابع الاتهام إلى ولي العهد، لكن الحكومة السعودية نفت بشكل قاطع أي دور لمحمد بن سلمان. ولم يتم العثور على جثة الصحافي.

وبدأت تركيا محاكمة غيابية في تموز/ يوليو 2020 بحقّ 26 سعوديًا يشتبه في تورّطهم بمقتل خاشقجي، إلّا أنّها نقلت الملف في 7 نيسان/ أبريل إلى السعودية، ما يعني إسدال الستار على القضية في تركيا. وبدت المحاكمة الحاجز الأخير أمام زيارة إردوغان الذي كان اعلن في بداية العام نيته الذهاب للمملكة بينما كانت العلاقات التجارية تتحسّن بين القوتين الاقتصاديتين.

وفي المملكة، حُكم بالإعدام على خمسة أشخاص على خلفية مقتل خاشقجي. لكن في أيلول/ سبتمبر 2020، أصدرت محكمة في الرياض أحكاما نهائية في القضية قضت بسجن ثمانية مدانين لفترات تراوح بين 20 وسبع سنوات، في تراجع عن أحكام الإعدام بعد إجراءات قضائية سريّة.

وتأتي زيارة إردوغان للسعودية في وقت تواجه تركيا أزمة مالية حادة تدفعها إلى طي صفحة الخلاقات مع خصومها ومنافسيها، وخصوصا دول مجلس التعاون الغنية بالنفط وعلى رأسها السعودية والإمارات، إذ يشهد الاقتصاد التركي انهيار عملته وارتفاع معدل التضخم الذي تجاوز 60 بالمئة خلال السنة الماضية.

وتأمل تركيا في جذب استثمارات خليجية جديدة إليها للمساعدة على تحريك عجلة الاقتصاد.