لبنان على أبواب كارثة اجتماعية

لبنان على أبواب كارثة اجتماعية
الثلاثاء ٠٦ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

وسط التأزم في المشهد السياسي المتوقع تفاقمه أكثر وفي ظل تعثّر المفاوضات في الملف الحكومي وعودتها الى المربع الأول ودخول البلاد في فلك الاستحقاق الرئاسي في غياب التوافق على الشخص الذي يحظى باجماع القوى السياسية الرئيسة وحده الدولار المتفلّت من أية ضوابط ماض في تحليقه متخطياً كل السقوف ومحطّماً كل الأسعار من مواد غذائية واستهلاكية ومحروقات ودواء والتي ستصبح بدورها من دون سقوف أيضاً، ما ينذر بكارثة اجتماعية محتّمة اذا لم يتدارك المسؤولون حجم الكارثة الخطيرة.

العالم - لبنان

كل ذلك يجري على وقع الاضرابات في معظم القطاعات العامة والخدماتية واخرها اضراب موظفي شركة اوجيرو للاتصالات في ظل أعطال الاتصالات الأرضية والخلوية والانترنت في معظم المناطق اللبنانية.

على خط اخر، وفي ما خص الاضرابات التي يشهدها لبنان وارتفاع الدولار وانعكاسه على الوضعين المعيشي والاقتصادي، لفت الخبير المالي والاقتصادي انطوان فرح في حديث صحفي اليوم الثلثاء الى أن كل المؤشرات الحياتية اليومية في لبنان تدلّ على ان الدولة في طور التحلل والتفكك وليس هناك أي مظهر يدل على وجود دولة، واصفاً ما يحصل بالكارثة.

ورأى ان المشاكل المتوقعة مستقبلا هي أصعب بكثير من المشاكل التي نعاني منها اليوم وقد رأينا المشاكل المتنقلة من قطاع الى قطاع وسنستمر على هذا المنوال، مضيفاً في الواجهة اليوم اضراب موظفي أوجيرو بما يعني خطراً على الاتصالات الهاتفية وعلى الانترنت ونحن نعرف ما يعني هذا الأمر واعتماد لبنان على اقتصاد المعرفة وعلى الانترنت، معتبراً أن ضرب هذا القطاع يشكل خطراً على كل الشركات وعلى اقتصاد المعرفة الذي أصبح حجمه كبيراً جداً ومميزاً.

وقال: من جهة ثانية نتطلع الى البنزين الذي دخل رفع الدعم عنه حيّز التنفيذ بشكل نهائي مع استمرار الارتفاع بأسعار الدولار ما يعني ان سعر صفيحة البنزين قد يصل الى 700 الف ليرة بعد رفع الدعم وبالتالي ستصبح الحياة أصعب وكذلك المازوت بعد الحديث عن ارتفاع سعره فيما يكثر الحديث عن انقطاعه ولبنان سيكون الحلقة الأضعف والأكيد ان الشتاء سيكون صعباً. وكذلك المياه حدّث ولا حرج وحتى الخبز بعد فترة وجيزة سيرفع عنه الدعم وقد نشهد ارتفاعاً اضافياً في سعر ربطة الخبز.

فهل من أمور أكبر من هذه الازمات المتلاحقة التي تفقد المواطن اللبناني أي مقومات للصمود؟ الا أن القيّمين على هذا البلد وادارة الازمة والحكم فيه يتلهّون بمصالحهم وأحلامهم الخاصة.

و من المتوقع ان ينهي مصرف لبنان الدعم عن البنزين كليًا اعتبارًا من الاسبوع المقبل ليصبح سعر الصفيحة مدولرًا بالكامل، أي وفق سعر الدولار في السوق الموازي. فهل تصبح تسعيرتها بالدولار بالكامل على ان يدفعها المواطن بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف؟

خطى مصرف لبنان الخطوة ما قبل الاخيرة لرفع الدعم عن البنزين نهائيًا. وبعدما وصل المركزي بآلية رفع الدعم التدريجي عن البنزين إلى تأمين 40% من كلفة الاستيراد عبر المنصة و60% من السوق الموازي، عمد امس إلى خفض الدعم إلى 20% عبر منصة صيرفة و80% من السوق الموازي، وهذا ما يفسّر الزيادات التي لحظها سعر البنزين امس، إذ وفق جدول تركيب أسعار المحروقات الصادر عن وزارة الطاقة والمياه - المديرية العامة للنفط، زاد سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان 12 الفًا لتصبح 628000، وزاد سعر صفيحة بنزين 98 أوكتان 13 الفًا لتصبح 643000، في المقابل تراجع سعر المازوت وقارورة الغاز 2000 ليرة، ليصبح على التوالي 777 الفًا و341 الفًا.

وفي هذا الاطار، أشار رئيس تجمع الشركات المستوردة للنفط مارون شماس في حديث صحفي إلى انّه بعد الرفع التدريجي للدعم عن البنزين، وحيث من المتوقع ان تصبح مدولرة كليًا الاسبوع المقبل، حان الوقت لمعالجة كيفية بيع البضاعة، لا سيما في وضع اللاستقرار لليرة اللبنانية وتقلّبات سعر الصرف ما بين 1000 و 2000 ليرة يوميًا.

وقال: انّ المحطات تصرف ما تتقاضاه بالليرة اللبنانية من المواطنين إلى دولارات لتأمين شراء البضاعة، انما التقلّبات بسعر الصرف تحتّم خسارة صاحب المحطة لجعالته بالصفيحة، والتي هي 25 الف ليرة، وتآكل رأسمالهم، الأمر الذي دفع بالعديد من المحطات إلى الاقفال نهائيًا. لذا، لا يجوز الاستمرار بتسعير الصفيحة بالليرة اللبنانية في ظل عدم استقرار سعر الصرف، خصوصًا انّ هذه السلعة اساسية وسعرها محدّد من قِبل وزارة الطاقة.

ورأى شماس انّ "وضع هامش لتسعير الدولار في الصفيحة لا يصبّ لصالح المواطن، لأنّه يلحظ تسعير الدولار بأغلى مما هو عليه في السوق الموازي. لذا نحن نطالب بتسعير الصفيحة بالدولار على ان يتمّ تخيير المستهلك ما بين دفعها بالدولار أو بالليرة اللبنانية وفق سعر الصرف، لافتًا إلى انّ هذه الخطوة ستخلق تنافسًا بين المحطات على كيفية تسعير الدولار بالليرة.