في لقاء خاص مع قناة العالم..

وزيرة الثقافة السورية تكشف عن تعاون ثقافي ايراني سوري متميز

الإثنين ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢ - ٠٩:١٤ بتوقيت غرينتش

تواصل وزيرة الثقافة السورية لبانه مشوح زيارتها الی ايران، حيث تعقد اجتماعات ولقاءات مع المسؤولين الايرانيين لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية.

العالم - لقاء خاص

وفي هذا الاطار اجتمعت مشوح مع مسؤولي مؤسسة الاذاعة والتلفزيون الايرانية في طهران ولتسليط الضوء اکثر علی هذه الزيارة استضافت قناة العالم الوزيرة لبانه مشوح.

العالم:

معالي الوزيرة اسعد الله اوقاتک بکل خير والحمد لله علی سلامتک.

الوزيرة لبانه مشوح:

سلمک الله، اهلاً بک وبکل مشاهدي القناة الاکارم.

العالم:

دکتورة لبانه بداية، وبعد خروج سوريا من الحرب الشرسة التي شنت عليها کيف تعيدون البناء الثقافي لمرحلة مابعد الحرب.

الوزيرة لبانه مشوح:

نعم هي حرب شرسة، هي حرب ظالمة واليوم هو حصار ظالم أحادي الجانب، الحرب التي خضناها خلال عشر سنوات، فرضت علی وزارة الثقافة وعلی کل الجهات المعنية أن تلعب دوراً حمائية لمتاحفها، لمقتنياة هذه المتاحف، للمواقع الاثرية المسجلة علی لائحة التراث العالمي وانتهت منها هذه المرحلة وبدأنا مرحلة جديدة اکتشفنا فيها بعض الخلل في ما قمنا به ولاشک بأن الظروف الصعبة التي عاشتها سوريا کانت وراء بعض هذه المصاعب؛ اهمها کانت عملية توثيق التراث المادي، يعني التوثيق الدقيق لکل مقتنيات متاحفنا ولکل مواقعنا رقمياً وورقياً؛ هذا التوثيق يحمي المواقع ويحمي هذه المقتنيات من السرقة والنهب ويمکننا أمام الجهات الخارجية المعنية من ان نطالب بحقوقنا وان نثبت ان القطع التي سرقت ان کان هناک قطع سرقت وهناک بالتأکيد ما سرق من مواقعنا التاريخية الاثرية المفتوحة وهو ما يسمی بالمتاحف الطبيعية من تدمر وغيرها ولاسيما في حوض الفرات، في مملکة ماري التي فيها الرقم العظيمة، رقم ماري التي سجلت تاريخ البشرية آنذاک. هناک لاشک مفقودات، التوثيق الدقيق واعادة الارشفة الرقمية بالصوت والصورة تسمح لنا ان نطالب بحقوقنا وان نثبت أحقيتنا بهذه القطع وتحرم السارق من أن يکرر فعلته في المستقبل لاسمح الله.

العالم:

اذا عرف السارق، فهل هناک عقوبات له؟

الوزيرة لبانه مشوح:

طبعاً هناک قانون دولي واتفاقيات عالمية ومعاهدات دولية وقعت عليها سوريا کما وقع غيرها وبالتالي لابد من التزام هذه الدول بها ولکن الطريق طويل والمشوار طويل والاجراءات المترتبة قانونياً وسياسياً ومالياً طويلة ومعقدة ولکن نحن سائرون في هذا المسار. هذا احد المسارات. المسار الاخر هو حماية الانسان وفکر الانسان وليس فقط ارثه الثقافي المادي واللامادي حماية الانسان تکون بإعادة بناء الفکر، بتحليل ما سبق، ومعرفة أين کان الخلل ان کان هناک خللاً. اعادة بناء الفکر تتطلب جهوداً جبارة لأن هذا العمل ليس عملاً يتم مکتبياً بکبسة زر کما نقول، هو عمل تراکمي مؤسساتي تتشارک فيه کل الجهات المعنية عاماً وخاصة. نحن الان بصدد اعداد خطط استراتيجية ليس فقط لوزارة الثقافة وانما لبناء الانسان وبناء فکر الاطفال وشخصية الطفل وشخصية اليافعين والشباب وهذه الخطة لانضعها وحدنا وانما نتشارک في وضعها مع کل الجهات المعنية وزارات التربية التعليم العالي، الاعلام، الاوقاف الداخلية، العدل، السياحة ولااستطيع ان اذکر کل الشرکاء وانما الکل مسؤول عن المشارکة في هذه الخطة الاستراتيجية وضعناها وهي قيد المناقشة والاقرار بإذن الله.

العالم:

معالي الوزيرة حضرتک قمت بزيارة اماکن تاريخية ودينية في ايران، وکان هناک تعليق لزيارتک لتخت جمشيد فقد قلت انه يعرض مکونات حقوق المرأة والانسان.

الوزيرة لبانه مشوح:

انا دائماً اقول نحن من ارض التاريخ ومن ارض الحضارات، سوريا هي مهد للحضارة وهناک مثال اکتشفت انه مشترک بيننا، من بين العوامل المشترکة هي الأمثلة وامثلة الشعوب تدل علی طريقة تفکيرها ورؤيتها للعالم. المثل، مدلولاته تقول ان من يصنع الذهب هو من يدرک قيمته، نحن صنعنا الذهب وعندما نأتي الى ارض صنعت الذهب، ندرك قيمة هذا المنجز الحضاري العظيم، عندما بني واسس كان هدفه ان يخلد للبشرية وللقادم من الايام والازمان مرحلة مهمة جدا في تاريخ هذه البلاد، واتضح من بين المقومات الاساسية هي مقومات فكرية وحضارية، طريقة التعامل مع الضيف، طريقة استقباله، هناك التماثيل التصورية، التي النبيل يقود فيها الضيوف ممسكا بأيديهم برفق، دليل احترام الاخر، وهناك حقوق المراة التي اتضح انها كانت موجودة، وموثقة في حضارات بلاد فارس، ونحن نقدر كل التقدير هذا المنجز الحضاري، ولكن نريد ان نبني عليه، نريد أن نبني عليه مستقبل افضل لشعوبنا، مررنا بمراحل صعبة للغاية، مررنا بمراحل كلا البلدين عانا ما عاناه، لذلك نحن نتشارك ليس فقط بقيمنا وعراقتنا الحضارية، وتاريخنا المجيد المغرق في القدم وانما نتشارك ايضا في حاضرنا وفي معاناتنا وفي مواجهتنا للظلم، والرغبة بخلق السيادة الوطنية على ارضنا المشتركة، وبالتالي علينا مسؤولية مشتركة في ان نتعاون ثقافيا كما نتعاون اقتصاديا وسياسيا والى آخره، وان نردف بتعاوننا الثقافي كل الجهود السياسي المبذولة والمباركة، التي تبذل على اعلى المستوياتـ هي ارادة وطنية مشتركة بين البلدين كي ندعم هدفنا المشترك وهو بناء انسان القوي المقاوم الباني للمستقبل.

العالم:

كيف تقيمين التعاون الثقافي بين ايران وسوريا، والاستفادة ايضا من التجربة الايرانية في موتجهة الحصار وحملات التشويه الاعلامية والسياسية من قبل قوى الاستكبار؟

الوزيرة لبانه مشوح:

كما قلت نحن لدينا مشاكل وقواسم مشتركة ونبني عليها، العلاقات الثقافية جديدة ولكنها لم ترتقي بعد الى مستوى العلاقات والارادة السياسية العليا في البلدين، هذه العلاقات نبنيها على اسس محددة، وهي الشخصية الوطنية في كل بلد الفكر المقاوم، والرغبة في البناء على الموروث الثقافي الحضاري، ما نقوم به الان هو التعاون في عدة مجالات، التعاون ثقافي متشعب الفروع، على الصعيد الموسيقي، نتحدث الان على تبادل الفرق الموسيقية، معرض الفن التشكيلي، عن تبادل الخبرات في كل المجالات في مجال التأهيل الموسيقي، سوريا عريقة جدا في هذا المجال ولديها، منتج ثقافي ذاع صيته في العالم، وايضا المجهورية الاسلامية الايرانية هي ايضا لها منتجها الثقافي العظيم، خاصة في مجال الصناعة السينمائية، نحن نعول على هذا التعاون، ونعول على ان ياتي خبراء من ايران الى المعهد العالي للسينما، وهذه هي السنة الثانية التي سنستقبل فيها الطلاب المنتسبين الى هذا المعهد والمعهد العالي للمسرح، حيث ندرس المقررات المشتركة، أهمها المكياج، المكياج عنصر اساسي، في الصناعة السينمائية، وبالتالي نحن نعول جدا على هذا التعاون، ونقيم ورشات مقسمة على مراحل، وبتخصصات مختلفة، وبان يكون هناك انتاج سينمائي مشترك يتفق على تفاصيله بين البلدين، وهناك لجنة مشتركة تقوم على هذا العمل، وفي اسبوعين المقبلين، ان شاء الله تستضيف دمشق تظاهرة ثقافية ايرانية متميزة، هي الاسبوع الثقافي الايراني، حيث سيكون هناك محاضرات ثقافية ومعارض للفن التشكيلية والصور الضوئية، سيكون هناك معرض للالبسة التراثية الايرانية، وللمأكولات الايرانية، حفلات موسيقية، اسبوع سينمائي ايراني في دمشق، وبالمقابل نحن نعد العدة ليكون لنا اسبوعنا الثقافي في ايران.