ردا على بوريل.. أوروبا بنت ‘حديقتها’ بنهبها الوحشي ‘للأدغال’

ردا على بوريل.. أوروبا بنت ‘حديقتها’ بنهبها الوحشي ‘للأدغال’
الثلاثاء ١٨ أكتوبر ٢٠٢٢ - ١٠:١٥ بتوقيت غرينتش

رغم مرور أيام عدة على تصريحات مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل الذي شبه أوروبا بـ"الحديقة" والعالم بـ"الأدغال"، إلا أن تصريحه لا يزال الأكثر تفاعلا عبر مواقع التواصل، الذين وصفوه بالعنصري وردوا عليه بأن أوروبا أنشأت تلك "الحديقة" من خلال نهجها الاستعماري ونهبها الهمجي لـ"الغابة" او بقية دول العالم.

العالم - نبض السوشيال

وكان بوريل قال في تصريح يوم الخميس الماضي إن "أوروبا حديقة، لقد بنينا حديقة، أفضل مزيج من الحرية السياسية والرخاء الاقتصادي والترابط الاجتماعي استطاعت البشرية أن تبنيه، لكن بقية العالم ليس حديقة تماما، بقية العالم.. أغلب بقية العالم هو أدغال".

وأضاف: "الأدغال يمكن أن تغزو الحديقة، وعلى البستانيين أن يتولوا أمرها، لكنهم لن يحموا الحديقة ببناء الأسوار، حديقة صغيرة جميلة محاطة بأسوار عالية لمنع الأدغال لن تكون حلا، لأن الأدغال لديها قدرة هائلة على النمو، والأسوار مهما كانت عالية لن تتمكن من حماية الحديقة، على البستانيين أن يذهبوا للأدغال، على الأوروبيين أن يكونوا أكثر انخراطا مع بقية العالم، وإلا فإن بقية العالم سوف تغزو أوروبا".

وأثار تصريح بوريل سخط عدد كبير من رواد موقع "تويتر" حول العالم، وقد رد أحدهم عليه قائلا: "الحقيقة هي أن أوروبا أصبحت حديقة لأنها نهبت الأدغال لقرون".

من جهتها ردت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على بوريل بالقول - على حسابها في تلغرام-، إن "أوروبا أنشأت تلك "الحديقة" من خلال النهب البربري لـ"الغابة"، ولم يكن بوريل ليصيغها بشكل أفضل: النظام الأكثر ازدهارًا في العالم، الذي تم إنشاؤه في أوروبا، والذي ترعاه جذور في المستعمرات التي اضطهدوها بلا رحمة".

وتابعت زاخاروفا، إن "فلسفتهم في الفصل والتفوق أصبحت هي الفكرة الأساسية للفاشية والنازية، وكلتا الحربين العالميتين في القرن العشرين كانتا ناجمتين عن طموح ألمانيا "لاستعادة العدالة" وإعادة تقسيم مستعمرات أوروبا التي فشلت تلك الدولة في انتزاعها لنفسها".

واعتبر كتاب وصحفيون ان تصريحات بوريل تعبر عن روح التعالي لدى الغرب عامة والأوروبيين خاصة، وإن وصف بوريل لأوروبا بأنها حديقة وأن بقية العالم أدغال هو وصف لا يمكن قبوله.

وذهب البعض الآخر الى ان خطان بوريل ينبع من الروح الاستعمارية الأوروبية القديمة، ومبررات الاستعمار الأوروبي التي كان يقدمها لاستعمار الشعوب واحتلاله لأراضيه.

وعلق أحد الناشطين قائلا: هذا التصريح ليس عبثيا، وأن أوروبا تفكر بـ"الغزو مرة أخرى لأجل الموارد".

وقال آخر: "... هذا الشتاء حديقتكم ستتحول إلى كتل من الجليد بدون الغاز الروسي".

وانتقد hassan mafi بشدة تصريحات بوريل واصفا القادة الغربيين بـ"العنصريين المقززين"، قائلا:

"يقول جوسيب بوريل إن أوروبا حديقة ومعظم بقية العالم غابة.

هذا ما يعتقده هؤلاء القادة الغربيون المزعومون عن الآسيويين والأفارقة ، إلخ.

يعتقدون أننا حيوانات نعيش في غابة.

يا لها من حفنة من المستعمرين العنصريين المقززين."

وكتب مغرد: "... لن تحمي الحديقة نفسها من غزو الغابة ببناء الجدران حول نفسها.. ولكن بالانفتاح على الغابة!!".

حساب "castigator" علق على الحياة الاجتماعية الرديئة والانحلال المنتشر في أوروبا قائلا:

#جوزيب_بوريل: أوروبا حديقة والعالم من حولها أدغال! نسأل بوريل: اذا كنتم حديقة فكيف يسمح بمثلية لاتمارسها حتى الحيوانات في حديقتكم ؟!! يبدو ان الغابة لديكم وليس لدينا

وغرد آخر مخاطبا بوريل "هذا هو أسوأ تشبيه في كل العصور"، معللا ذلك بـ7 اسباب اهمها:

من الناحية المفاهيمية ، تبدو كلمة "حديقة" وكأنها تعبير ملطف لكلمة "متحضر" و "غابة" مثل كلمة "بربري". إنها حلقات من الخطاب الاستعماري للقرن التاسع عشر تمثل العنصرية الغربية السقيمة.

واليوم الثلاثاء استدعت وزارة الخارجية الإماراتية، إيميل بولسن، القائم بأعمال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الدولة، وطلبت تقديم تفسير مكتوب بشأن تصريحات بوريل "المؤذية والعنصرية".

كما واعتبر وزير الدولة القطري، حمد بن عبد العزيز الكواري، أن تصريح بوريل "يعبر عن عنصرية واختلال توازن، وفلس حضاري وقيمي".