زلزال سوريا وتركيا يفضح ازدواجية المعايير اللانسانية عند المجتمع الدولي

زلزال سوريا وتركيا يفضح ازدواجية المعايير اللانسانية عند المجتمع الدولي
الخميس ٠٩ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٧:٤٥ بتوقيت غرينتش

فيما تصل المساعدات الدولية إلى تركيا تباعا لمواجهة كارثة الزلزال، لا يزال يعمل المجتمع الدولي على تسييس الكارثة في سوريا، ويتقاعس عن تقديم المساعدات الإنسانية للمنكوبين في هذا البلد.

العالم – قضية اليوم

لاشک بان الكارثة واحدة في سوريا وفي تركيا کما انه لاشک بان معاناة المنكوبين ایضا واحدة في البلدین الجارین ولکن یبدو ان معاییر الانسانیة والاخلاقیة خاصة في الغرب لیست واحدة في التعامل مع هذه الکارثة الطبیعیة والمنكوبين منها في سوريا وفي تركيا وهذا لیس بجدید، فالزلزال في الحقیقة

لم يكن جيولوجيا فقط بل كان أخلاقيا الی حد لم يكسر قانون الحصار الأميركي على سوريا باسم "قانون قيصر" الذي يشمل عقوبات تمس جميع مجالات الاقتصاد السوري.

کارثة الزلزال فضحت الغرب کما فضحت بعض الدول العربية، وكشفت زيف شعارات الإنسانية التي لم تتمكن من تجاوز عقبات السياسة.

فمنذ لحظة وقوع الزلزال كان واضحا سيل التضامن مع تركيا، وبدأ التحشيد الدولي والإقليمي لمؤازرة هذا البلد لمواجهة آثار الزلزال. تطبيقات تتبّع الطيران التي تظهر سوريا بأجواء فارغة تراقب جارتها المنكوبة تركيا وقد تحولت إلى محجة لطائرات المساعدات. اما المواقف الإنسانية لم تبذل لاغاثة الشعب السوري المنكوب على جانبي خط المواجهة والحال ان سوريا تعاني من ويلات الحرب الدولية عليها، ومن الوضع الإقتصادي الصعب، فالجهود الدولية كانت شبهة معدومة والإقليمية بدت خجولة أمام حجم الكارثة في سوريا، واقتصرت على بعض الدول بينها إيران والجزائر والعراق.

هذا فيما أكد بيان للأمم المتحدة التزام المنظمة بدعم الشعب السوري في أعقاب الزلزال، مناشدة جميع المانحين لتقديم دعم عاجل وفوري لجميع المتضررين من الزلزال.

کما أكد السفير السوري في موسكو بشار الجعفري أن العقوبات الأميركية والغربية على بلاده تعرقل جهود الإغاثة وإنقاذ المنكوبين.

وأضاف أن: المهم أن عورة مفهوم الإنسان الغربي ظهرت الآن في سوريا خلال هذه الأزمة... تجد مثلا أن معظم شحنات المساعدات تذهب إلى تركيا... نحن ليست لدينا مشكلة لأن المصاب واحد في النهاية والناس أصابهم الزلزال في جنوب تركيا وشمال سوريا... لكن أنت تجد حتى في مضمار المساعدة الإنسانية هناك تمييز لا أخلاق.

في نفس الوقت أكدت المستشارة الخاصة للرئيس السوري "بثينة شعبان" ترحيب سوريا بأي مبادرة تقدمها الدول والمنظمات الدولية للمساعدة في مواجهة الآثار الكارثية للزلزال شريطة أن يتم ذلك دون تسييس.

وأضافت شعبان: نحن نقبل المساعدة من الغرب، وفي حال عرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تقديمها فنحن نقبل بها، لكنهم لم يعرضوا أي مساعدة رغم مناشدة رئيس منظمة الصليب الأحمر الدولي جميع دول العالم للمساهمة بذلك. الغرب يقدم المساعدة لدعم الإرهابيين في المناطق الواقعة خارج سيطرة الدولة السورية، ويهمه بالدرجة الأولى حماية ”داعش” و”جبهة النصرة” و”الخوذ البيضاء” ولا يهتم بالمناطق التي يعيش فيها معظم السوريين.

وبينت شعبان أن دولا غربية تتذرع بأن تقديم هذه المساعدات ينتهك قرارات مجلس الأمن، رغم أن هذه القرارات واضحة حيث تؤكد أن المساعدات الإنسانية لا تخضع لأي عقوبات وأن إيصالها إلى الدول التي تتعرض لكوارث إنسانية وهجمات إرهابية مسموح به، وهو ما ينطبق على الوضع في سوريا.