زيارة رئيسي الى الصين.. "لا" كبيرة في وجه الأحادية الأمريكية المتوحشة 

زيارة رئيسي الى الصين..
الإثنين ١٣ فبراير ٢٠٢٣ - ٠٦:٣٦ بتوقيت غرينتش

بعد خروج إقتصادها سالما من كوارث الحرب العالمية الثانية، لبعدها الجغرافي، إستغلت امريكا وبشكل بشع الاقتصاد، كسلاح ضد البلدان والشعوب الاخرى، لفرض ارادتها عليها، فقد فرضت وعلى مدى عقود، عقوبات وحصارات، على ملايين البشر، بهدف تجويعهم، لدفعهم للرضوخ لسياستها، ضاربة بعرض الحائط، بكل القوانين والاعراف الدولية، والاخلاق والقيم الانسانية.

العالم قضية اليوم

استخدمت امريكا هذه السياسة بطريقة اشد ضراوة و وحشية ، خلال العقود الاربعة الماضية، ضد الدول المستقلة، لحرمانها من التطور الاقتصادي والعلمي والزراعي والعسكري و.. ، للابقاء عليها في تبعية مذلة للخارج، وبالتالي منع ظهور نموذج ناجح يمكن ان تقتدي به دول العالم الاخرى التواقة للانعتاق من التبعية لامريكا ولباقي القوى الغربية الجشعة.

هذه المقدمة كانت ضرورية للوقوف على اهدف الزيارة التي من المقرر ان يقوم بها الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي الى الصين، فأهم واكبر هذه الاهداف، هو كسر الاحادية القطبية التي تحكم العلاقات الدولية، والتي جعلت امريكا، تتعامل باستخفاف مع شعوب العالم.

الرئيس رئيسي كتب مقالا في صحيفة "الشعب" الصينية تحت عنوان "الأصدقاء القدامى هم أفضل الشركاء من أجل مستقبل مشرق"، اشار فيه الى بعض اهداف زيارته بقوله: ان ايران والصين " تعارضان الهيمنة والأحادية وتؤكدان على ضرورة احترام حقوق و مصالح جميع الدول". كما تعارضان "الاحادية واللجوء الى القسرية، بما في ذلك العقوبات القمعية". معتبر هذه السياسات :"هي الجذور الرئيسية للأزمة وتخلق حالة من انعدام الأمن" .

اما لماذا اختارت ايران، الصين لعقد اتفاق تعاون شامل معها على مدى 25 عاما، قال رئيسي:"تسعى الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اقصى قدرٍ من التفاعل مع جميع دول العالم ، وخاصة القوى الصديقة مثل الصين. لطالما اظهرت بكين كيف يمكن لبلد ما أن يتطور بدون استعمار - وهو سمة من سمات القوى الغربية - ،وكيف ان قدمت مساعدتها في تقدم وتطور الأخرين. وهذا النهج تحترمه الجمهورية الاسلامية الايرانية".

رغم ان ايران تولي اهتماما لعلاقاتها مع الشرق، الا انها لا تنوي تخفيض علاقاتها مع دول العالم الاخرى، شريطة ان تحترم مصالح ايران، وتؤمن بعالم متعدد الاقطاب، لامكان فيه لقوى غاشمة تتعامل بمنطق القوة المجردة مع الاخرين، والدليل على ذلك ان ايران بدات التفاوض مع الصين لعقد الاتفاقية الشاملة، منذ عام 2016 ، وذلك بعد توقيع مجموعة 5+1 اتفاقية العمل الشاملة المشتركة مع ايران.

ان زيارة رئيسي الى الصين ستضع الاتفاقية الايرانية الصينية، على سكة التنفيذ، والتي تعتبر خطوة كبيرة وصحيحة، على طريق تقويض العقوبات الامريكية على ايران والصين، وكذلك تقويض الهيمنة الأمريكية في العالم، فهي تقدم نموذجا يحتذى لباقي دول لعالم، من اجل بناء نظام دولي جديد لا يتجاهل القيم الانسانية والاخلاقية ومصالح وحقوق الشعوب.

أحمد محمد – العالم