حراك عربي دولي تحضيراً للأربعاء وحرب نفسية بالبوانتاجات التهويلية

حراك عربي دولي تحضيراً للأربعاء وحرب نفسية بالبوانتاجات التهويلية
الجمعة ٠٩ يونيو ٢٠٢٣ - ٠٦:١٦ بتوقيت غرينتش

أشارت صحيفة الجمهورية اليوم الجمعة الى ان تحضيرات الكتل النيابية والسياسية لجلسة الاربعاء المقبل الانتخابية الرئاسية تتواصَل.

العالم_لبنان

واوضحت الصحيفة ان تواصل التحضيرات لجلسة الاربعاء ياتي في وقت توحي الاجواء من خلاله حتى الآن انّ الجميع يعيش حالة انتظار لتبلور المواقف الخارجية خصوصاً في ضوء الحراك الاميركي والفرنسي في اتجاه كل من السعودية وقطر وايران، حيث انّ هذه الدول الثلاث تلتزم الصمت منذ مدة حيال التطورات اللبنانية، ربما في انتظار نتيجة الاتصالات الجارية بينها تمهيداً لتأمين الاخراج اللازم لمساعدة لبنان على إنجاح الاستحقاق الرئاسي.

ورأت الصحيفة أن كل الانشغالات والاهتمامات تؤدي الى الجلسة الانتخابية الرئاسية الاربعاء المقبل وسط حالة من الترقّب الشديد لمشهدية انعقادها مع تَصاعد كم كبير من التطورات التي تستبقها، على رغم من انّ الجميع يُسَلّم بعدم توصّلها الى اي نتيجة، بحسب ما قالت مصادر متابعة للاتصالات التحضيرية لها مؤكدة انّ هذه الجلسة لن تعدو كونها جلسة مُحاكاة لتحديد الاحجام ومعرفة حقيقة الاصطفافات وميول الكتلة الوسطية او المترددة بحسابات الداخل.

واستبعدت المصادر ان يعطي الخارج كلمته لحلفائه في الداخل تجنّباً لحرق الاوراق في اختبار غير ذي نتيجة جدية، وحفاظاً على سياسة الحيادية المتبعة من بعضها، لا سيما منها الولايات المتحدة الاميركية و السعودية. واكدت انّ هذه الجلسة مطلوبة خارجياً قبل الداخل ليُبنى على الشيء مقتضاه، والكتل النيابية بدورها ستستفيد من نتائجها بعد التحولات التي حصلت خلال المدة الفاصلة عن آخر جلسة في مطلع السنة.

وكشفت المصادر انه على رغم الحرب النفسية التي يخوضها كل فريق ضد الآخر بالبوانتاجات التهويلية فإنّ الجميع يعلم انه لا يمكن الاتيان بفريق تَحَد. ودعت الى ترقّب المواقف الخارجية، وخصوصا الفرنسية، مع الزيارة الاولى للموفد الفرنسي جان ايف لودريان للبنان الاسبوع المقبل.
واكدت المصادر ان كل الاحتمالات مفتوحة وكذلك كل الاسلحة متاحة، أبرزها سلاح تطيير النصاب لعدم إيصال أيّ من المرشحين فرنجية وازعور، لكن الجلسة بالتأكيد ستكون محطة لقراءة نتائجها بعد انتهائها وستدشّن مرحلة جديدة من التعاطي السياسي والرئاسي، ستَشتد فيها لغة الاتهام بالعزل الطائفي قبل السياسي ولهجة تعميق الانقسام العمودي والاصطفاف.

لكنّ مصادر سياسية مطلعة على الاتصالات رجّحت ان تشهد الايام الفاصلة عن موعد الجلسة مزيداً من التطورات، وربما المفاجآت، خصوصاً في حال تبلورت إرادة خارجية ضاغطة لجعل هذه الجلسة ناجزة. لكنّ الى الآن فإنّ كل المؤشرات تدل إلى أن المواقف الداخلية ما تزال متباعدة وتنحو إلى مزيد من التشدد والتصعيد، خصوصا ان بعض الكتل النيابية والسياسية مُربكة نتيجة الغموض الذي يلف موقف بعض العواصم العربية والغربية، ما قد يجعل الجلسة جلسة مُحاكاة للمعركة الانتخابية من دون خوضها، بل ربما تكون جلسة استكشاف القوى الانتخابية.

ومن هنا، تؤكد المصادر انّ الجميع ينتظر الحركة الفرنسية في اتجاه الرياض والدوحة وطهران، والتي سبقها الحراك الاميركي في اتجاه السعودية، ما أوحى ان هذه العواصم ربما تكون قد قررت استعجال الخطى في اتجاه تمكين لبنان من انجاز الاستحقاق الرئاسي والانطلاق إلى بناء السلطة الجديدة، لِتَحسّسها انّ استمرار الفراغ الرئاسي لفترة اضافية قد يُفاقم الانهيار الاقتصادي والمالي والمعيشي الذي تعيده البلاد ويترك آثاره السلبية على كل قطاعات الدولة.

من جهتها أشارت صحيفة البناء إلى أنّ واشنطن خلعت ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون وأبلغت قطر بذلك، فجاء مندوبها الى بيروت يستمزج ويروّج ويمهّد، وعندما نضجت الخيارات، أبلغت واشنطن السعودية باستبدال خيار قائد الجيش بخيار بديل، ففعلت السعودية، وتقاطعتا مع فرنسا على كلمة سرّ عنوانها مرشح بخلفية اقتصادية يضمن تطبيق برنامج صندوق النقد الدولي، ومَن أجدر من مدير برامج الصندوق في الشرق الأوسط جهاد أزعور، وعندما تمّ ضمان انضمام التيار الوطني الحر بمسعى قطري، سارت كلمة السر لدى الأطراف المحلية، للتقاطع على اسم أزعور. وكان آخر المتقاطعين اللقاء الديمقراطي بعد زيارة قام بها النائب وائل أبو فاعور إلى السعودية وعاد منها باسم أزعور، ليسمع بعدها تزكية السفير السعودي وليد البخاري للاسم. أما فرنسا فقد وجدت المخرج باستبدال الممسك بالملف من باتريك دوريل مهندس مشروع تسوية ثنائية سليمان فرنجية ونواف سلام، بخليفته متابع ملف العلاقة مع واشنطن والرياض في الشرق الأوسط وزير الخارجية السابق جان ايف لودريان، والذي تبلّغ عبره النائب السابق وليد جنبلاط بتغيير كلمة السر.

انضمام جنبلاط واللقاء الديمقراطي إلى خيار أزعور، جاء خلال وجود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في الرياض، حيث كانت الرياض تحصد مكاسب بتراجعات أميركية لحساب سياساتها، وتقدّم مقابلها أثماناً، يبدو أن لبنان الواقف على خط التماس مع كيان الاحتلال وفيه مقاومة تتسبّب بالأرق لكيان الاحتلال، كان من ثوابت الطلبات الأميركية، وبقي التنازل السعودي والفرنسي المنشود، فتكريس مرجعية الخيارات السعودية في المنطقة، بما فيها تخفيض التوتر مع إيران، وتكريس الانفتاح على سورية، يقابله تمسك أميركي بالقبض على مفاتيح الصراع بين قوى المقاومة وكيان الاحتلال، واتخاذ الرئاسة اللبنانية رهينة لهذه المعادلة.

هذا التحوّل فتح الطريق لإمكانية نيل المرشح أزعور الـ 65 صوتاً في الدورة الانتخابية الثانية، رغم كلام الحوار والتوافق الصادر عن بعض الذين تموضعوا تحت خياره مقابل ضمانات لم تكشف طبيعتها بعد. وهذا جعل الخيارات المتاحة لمؤيدي ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، بين فرضية تعطيل النصاب وإبقاء الأزمة الرئاسية حتى تنجلي المفاوضات عن حل واضح، أو فرضية ترك الباب مفتوحاً لفوز أزعور وتحميل الفريق الواقف خلفه مسؤولية إدارة البلد دون التفاهم مع الثنائي، بل تسلّم الحكم بكل ما بينهم كحلفاء من تناقضات، على قاعدة غالب ومغلوب، وتحميل الذين يتحدّثون عن أولوية التوافق منهم مسؤولية أفعالهم. والبلد ينوء تحت أثقال أزمات لا تكفي لمواجهتها إمكانات كل اللبنانيين، فكيف ببعضهم وهم في حال مواجهة وانقسام، وسط لا مبالاة بمعنى تحمّل مسؤولية الحكم، بانتظار أن يكشف الخارج المتقاطع حقيقة مشروعه وسقفه الفعلي من هذه المناورة الجديدة.

بدورها كتبت صحيفة النهار: لم تحجب السخونة السياسية المتصاعدة في عز العد العكسي للجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية الأربعاء المقبل في 14 حزيران معالم "الفضيحة الصادمة الجديدة" التي تمثلت في منع الامن العام الاعلامية الكويتية فجر السعيد من دخول بيروت وردها الى بلادها من مطار بيروت على خلفية قضية رأي قبل ان تجف قضية خطف مواطن سعودي قبل أسبوعين! معالم غامضة لشيء ما يبدو اشبه بمخطط “انتحاري” متدرج للسياحة والانفتاح بتقويض العلاقات مع الدول الخليجية بما يهدد مجددا بافساد كل التطلعات الى ترميم القليل من العافية الاقتصادية وإعادة تفخيخ مصالح لبنان الحيوية في توثيق علاقاته مع الدول الخليجية الحاضنة لمئات الاف اللبنانيين.

في أي حال، فان أصداء هذا الاجراء الصادم اثارت الكثير من الاصداء وردود الفعل الساخطة والمستنكرة والمتخوفة من توالي الفصول المسيئة للبنان ومصالحه وكادت تتقدم تطورات الحدث الرئاسي المقبل على ما يبدو على حماوة غير مسبوقة منذ بدء الاستحقاق الرئاسي نظرا الى طبيعة التعقيدات والحسابات الشديدة التوهج حيال “مبارزة الأربعاء” وما يمكن ان يشهده ذاك الموعد وذاك اليوم من تطورات تحبس حيالها الانفاس من الان. ذلك انه على مرمى أيام من هذا الموعد بدأت الساحة السياسية – الرئاسية تزدحم بمعالم بلوغ السباق حدودا كبيرة من الدقة واليقظة لدى جميع القوى المتحفزة للجولة الأولى من المبارزة او المواجهة بين مرشح “الثنائي الشيعي” والقوى الحليفة له رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية ومرشح القوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” مدير منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور بحيث ينظر الى الجلسة المقبلة، في اقل التقديرات بانها ستكون كاشفة لميزان القوى الجديد الذي يتوزع مجلس النواب والكتل والنواب بعد التطور الذي وضع فرنجية وازعور في المواجهة الجديدة.

وبصرف النظر عن البوانتاجات الاستباقية التي يلعب العامل الدعائي والتعبوي لكل فريق دوره الكبير في تسويقها، لم يعد ثمة شك في ان التنافس يشهد تطورا بالغ الجدية في ظل الاستنفار الواسع الذي يتولاه الفريقان العريضان اذ يسعى داعمو فرنجية بقوة الى استجماع اعلى عدد من الأصوات لمصلحته لتثبيت عدم اهتزاز وضعه كمرشح أساسي واسقاط الانطباعات بان ازعور صار تهديدا خطيرا له.

وفي المقابل تعاظمت امال الفريق الداعم لازعور بتحقيق رقم خارق لمصلحته يتجاوز الـ 65 صوتا من الدورة الأولى ما من شأنه ولو اطيح بالدورة الثانية من الجلسة لمنع انتخابه المحتمل، ان يكرس تقدمه على فرنجية، بما يترك تداعيات واسعة في المعركة داخليا وخارجيا. وتمثل العامل الدافع بقوة لمصلحة المرشح ازعور امس بالحسم الجنبلاطي لمصلحة التصويت لازعور اذ افضى اجتماع كتلة “اللقاء الديموقراطي” بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط الى تأكيد الكتلة “تأييدها ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لانتخابات #رئاسة الجمهورية، حيث كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أول من طرح تسميته ضمن سلة من الأسماء التي عرضها مع مختلف القوى السياسية على قاعدة التوافق والخروج من منطق التحدي، مشيرة إلى أن تأييد أزعور لا يعني في أي حال من الأحوال تموضعنا في أي اصطفاف، بل كنا أول المبادرين الى طرحه قبل تبنيه من أي طرف آخر”. وإذ اعادت الكتلة “تأكيد التزامها الحوار وصولا إلى التوافق المنشود”، استغربت “اعتبار أزعور مرشح تحدّ ودعت كل القوى إلى التمسك بمنطق الحوار الحقيقي وصولاً إلى إتمام استحقاق الرئاسة بأسرع وقت، مشددة على أنه يبقى إنجاز هذا الاستحقاق الرئيسي المدخل لإعادة بناء المؤسسات والشروع في عملية الاصلاح والانقاذ على مختلف المستويات.