طهران ترى من واجبها دعم ثورات الشعوب المتحررة

 طهران ترى من واجبها دعم ثورات الشعوب المتحررة
الإثنين ١٩ سبتمبر ٢٠١١ - ٠٩:٢٨ بتوقيت غرينتش

علق رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني علي لاريجاني خلال مؤتمر صحفي عقده عصر الاثنين، علق على موقف ايران من الاحداث الاقليمية والدولية والمؤتمر الدولي الاول للصحوة الاسلامية والتطورات الجارية على صعيد المنطقة لاسيما الثورات الشعبية وقال : اننا امام حادثة عظيمة سطرتها شعوب كانت حكوماتها تعد حتى العام الماضي ملك اميركا اوعملاء اميركا والدول الغربية، ولا شك ان هذه الشعوب يجب ان تحظى بالدعم .

واشار الى كلمة قائد الثورة الاسلامية في مؤتمر الصحوة الاسلامية والتحليل الدقيق الذي قدمه سماحته في خصوص هذه الاحداث واضاف: لقد هيأ المؤتمر فرصة جيدة لتبادل وجهات النظر والتشاور بين الثوار في مختلف الدول والاستفادة من تجاربهم .

واشار الى ماضي القضية الفلسطينية والمؤتمرات السابقة التي عقدت لدعم الانتفاضة الفلسطينية منوها الى الظروف الراهنة في المنطقة وقال: ان شعوب المنطقة اليوم افاقت من سباتها ولم تعد الخدع الصهيواميركية  تنطلي عليها، هذا فضلا عن ان المؤتمر الخامس لدعم فلسطين يعقد على اعتاب مناقشة عضوية فلسطين في الامم المتحدة ، طبعا اذا سمحت اميركا باتخاذ قرار بهذا الشان .

واوضح ان الهدف من اقامة مؤتمر العام الجاري هو دعم مقاومة الشعب الفلسطيني والاسلوب الذي ينتهجه في الجهاد ضد الكيان الاسرائيلي وقال: ان هذا المؤتمر سيعقد في الاول والثاني من تشرين الاول /اكتوبر القادم وسيتم توجيه الدعوة الى وفود برلمانية وشخصيات من دول الشرق الاوسط وبعض دول العالم للمشاركة فيه .

واعتبر ان الدفاع عن الشعب الفلسطيني مكلف ولكنه في نفس الوقت مثمر، مجددا التاكيد على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتراجع عن دعم هذا الشعب المظلوم .

وفي جانب اخر من المؤتمر الصحفي اعرب لاريجاني عن اسفه حيال الاحداث التي شهدتها اليمن خلال اليومين الاخيرين وقال: "خلال الهجوم البربري على الناس تم  استخدام مختلف الاسلحة الغربية ما ادى الى سقوط 700 شخص ما بين قتيل وجريح وقد يكون هذا الامر تم بضوء اخضر من الدول الغربية" .

وتابع : ان هؤلاء لم يستخلصوا العبر مما جرى في ليبيا ، فاليوم تشاهدون كيف فر العقيد القذافي بذل وهوان ولاريب ان الثورة اليمنية ستتجذر اكثر فاكثر ونامل بان تنتصر هذه الثورة .

وشدد لاريجاني على ان مجلس الشورى الاسلامي الايراني من واجبه الدفاع عن الثورات الشعبية والصحوة الاسلامية لدى المنظمات الدولية ولن يالوا جهدا في هذا المجال وخير دليل على ذلك دفاعنا عن الثورة في تونس ابان اندلاعها خلال ملتقى اقيم في الامارات انذاك .

وحول الاحداث في سوريا، قال لاريجاني : ان بعض الدول تحاول تشبيه ما يحدث في سوريا بما يحدث في اليمن والبحرين ولكن مثل هذه المواقف ساذجة، فالموضوع السوري له بعد داخلي واخر خارجي فعلي الصعيد الداخلي يتطلع الشعب السوري الى صيانة حقوقه وهذا ما اكده مسؤولو ايران خلال لقاءاتهم بالمسؤولين السوريين ونعتبر تحقق هذا الامر بانه يصب في مصلحة استقرار وامن المنطقة وسعادة المسلمين .

واضاف: ولكن من جهة اخرى فنرى ان البعض يهرب السلاح الى داخل سوريا ويحاول فرض الديمقراطية المزعومة بالسلاح وهذا امر مرفوض ، لان الجهات التي تقوم بهذا الاجراء هي تفتقد الى الديمقراطية من الاساس . 

وانتقد لاريجاني بعض الدول التي تشكل مجالس صورية لا حول لها ولا قوة وتحول دون تمتع شعوبها بابسط الحقوق المدنية وقال: حين يتحدث هؤلاء عن الديمقراطية والموضوعات المماثلة فانها تكون اشبه بالمهزلة .

وردا على سؤال حول موقف ايران من الاعتراف بشرعية الدولة الفلسطينية في مجلس الامن الدولي قال لاريجاني : ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية تدافع عن الشعب الفلسطيني تحت اي ظرف في الاوساط الدولية ونعتقد ان القضية الفلسطينية في الوقت الراهن هي قضية محورية بين الشعوب الاسلامية ولاينبغي ان ننخدع بالاعلام المضلل بل ينبغي الاشراف على جميع ابعاد هذه القضية وبحثها لاسيما حقوق الفلسطينيين وبالاخص اللاجئين. لا يريد احد الاتجار بالاراضي الفلسطينية ولذلك يجب ان نعرف اول واخر هذه القضية بشكل كامل" .

واكد لاريجاني قائلا: ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تواكب المسلمين في العالم وكذلك زعماء المقاومة  لاستيفاء حقوق الشعب الفلسطيني وهذا الموضوع يجب ان يطرح في مجلس الامن .

وردا على سؤال حول تصريحات المسؤولين الاتراك القاضية بان الدول الاسلامية تسعى الى الانموذج التركي في الحكم اي حكومة اسلامية شكليا وعلمانية عمليا، قال رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني : ان "تركيا بلد صديق وجار ولكن عليها ان تنتبه بان تتخذ مواقف مسؤولة حيال الثورات الاقليمية وان تنأى بنفسها عن التحريض، فهناك تساؤلات تثار بين المسلمين حيال بعض تصرفات مسؤولي هذا البلد عليهم ان يردوا عليها . فالحكومة التركية التي رفعت شعارات خاصة خلال حملتها الانتخابية وركزت على عقيدة ان تركيا هي العمق الاستراتيجي للدول الاسلامية ، ينبغي ان تقنع المسلمين بافعالها" .

وحول موقف الرئيس الاميركي وقوله بان عضوية فلسطين في الامم المتحدة لن تحل اي مشكلة قال لاريجاني: لا نتوقع من اوباما غير هذا لانه من السياسيين الذين يطلقون الشعارات ولايقومون باي خطوة عملية، فمنذ ان تسلم سدة الحكم رفع شعارات كثيرة حول حقوق المسلمين والفلسطينيين ولكن اداءه في هذا المجال كان مخزيا .

واضاف : لقد طرح الرئيس الاميركي في يوم ما موضع الدولة الفلسطينية المستقلة على اراضي 1967 ولكنه سرعان ما تراجع بعد ان وبخه اللوبي الاسرائيلي المستشر في اميركا .

واشار الى ان الكيان الاسرائيلي لن يرضخ لاي اجواء دبلوماسية تضمن حقوق الفلسطينيين لافتا الى مفاوضات اوسلو ومدريد وفشلها الذريع وقال: "علينا الاعتراف بانه لم يبق اي خيار سوى المقاومة ، والكيان الصهيوني اليوم يمضي نحو الهاوية ولذلن فاننا نشاهد ضربا من التخبط في هذا الكيان على الصعيدين الامني والسياسي" .

والمح الى ان الدفاع عن الشعب الفلسطيني مكلف ولكنه مثمر وقال: على الدول الاسلامية ان تشحذ الهمم وان تدافع عن هذا الشعب وان لا تعقد الامل على اميركا والغرب والامم المتحدة .

 

?