وبعد عشر سنوات من الحرب المفتوحة التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية وحلفاؤها الغربيون على جماعة طالبان تحت ذريعة القضاء على مايسمى بالإرهاب واستعملت فيها جميع انواع الأسلحة المحظورة دوليا وغير المحظورة , وراح ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين بين قتيل وجريح , هاهى اليوم واشنطن تتحدث عن ضرورة الحوار مع من كانت تصفهم بالإهاربين.
وتدعو الادارة الاميركية الى مشاركة جماعة طالبان فى العملية السياسية عبر فتح مكتب لها فى قطر وكأن مايهم الإدارة الأميركية هى مصالحها الخاصة وليس الشعارات التى ترفعها هنا وهناك حسب المواطن الأفغانى.
وقال مواطن افغاني لمراسلنا : اعتقد بان اميركا تبحث عن مصالحها الخاصة في افغانستان والمنطقة ولا تهمها مصالح الاخرين ، والا كيف يمكن تفسير حوارها مع طالبان التي كانت تقول انها جماعة ارهابية يجب القضاء عليها قبل عدة سنوات.
ويرى المراقبون ان الاحداث المتسارعة المتعلقة بعملية الحوار والتفاوض مع حركة طالبان مع حلول السنة الجديدة فاجأت الجميع ، حيث رحبت الحكومة الأفغانية فى الظاهر بموافقة طالبان وواشنطن على فتح ممثلية للحركة فى الدوحة لتسهيل الحوار.
لكن المراقبين يعتقدون بان الحكومة في كابول تخشى في الوقت نفسه من تهميش دورها واضعافها على حساب اللاعبين الجدد على لوحة الشطرنج الأميركية المتغيرة دوما ، مع تغيير المزاج القائم على المصالح.
وقال الخبير في الشؤون الاستراتيجية وحيدة مجده في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاربعاء: لا احد يعلم ما الذي سيحدث لاحقا بخصوص الازمة الافغانية ، لكن من الواضح الان ان جميع التحركات الجارية ستؤدي الى اضعاف الفريق الحاكم لحساب وجوه جديدة ربما تظهر على الساحة.
واعتبر هذا الخبير الاستراتيجي الافغاني ان جميع الاطراف بما فيها طالبان وافغانستان تمران بمرحلة صعبة ومصيرية.
ويتساءل الشارع الأفغانى الذى عان ولايزال من ويلات الحرب وتداعياتها المدمرة بانه اذا كانت نهاية هذه الحرب بهذا الشكل ، فلماذا ازهقت الاف الارواح فى سبيل شعارات تبين انها كاذبة ، ومن يتحمل مسؤولية الدمار الذى لحق بالوطن والمواطن.
وافاد مراسلنا ان المعلومات تحدث عن توجه عائلات قادة طالبان من باكستان وافغانستان الى قطر للإلتحاق بذويهم الذين سيشاركون فى عملية التفاوض مع اميركا وربما مع حكومة كابول.
MKH-4-18:50