أزمة العلاقات التركية الأميركية.. وحلها يبدو بعيد المنال

أزمة العلاقات التركية الأميركية.. وحلها يبدو بعيد المنال
الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

لا شك في أن أسلوب تعامل الإدارة الأميركية الحالية مع تركيا وحديث ترامب عن أن "تركيا ليست صديقة للولايات المتحدة"، بعد فرض عقوبات على وزيرين تركيين، ورفع رسوم واردات الألومنيوم والصلب من تركيا، في ظل التهديد بعقوبات إضافية قريباً، كلها عوامل تشير إلى أن العلاقات التركية-الأميركية في أزمة حقيقية.

العالم - تركيا

على مدار السنوات الماضية، انتابت العلاقات الأمريكية التركية العديد من الأزمات، وهو ما حمل تأثيرات قوية على الصعيدين الإقليمي والدولي، باعتبار واشنطن وأنقرة من القوى الدولية المؤثرة على كافة القضايا، فضلًا عن عضويتها في حلف شمال الأطلسي.

 وعلى نحو متسارع، شهدت العلاقات بين البلدين توترًا فاق حدود المتوقع، وكان عنوان ذلك هو القس الأمريكي آندرو برونسون، الذي احتجزته أنقرة بداعي أنّه على صلة بجماعة فتح الله غولن رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016، بينما تصر الولايات المتحدة على إطلاق سراحه.

من يحارب اقتصادنا كمن يهاجم صوت الأذان

واخيرا قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه "لا فرق بين من يهاجم اقتصادنا، وبين من يهاجم صوت أذاننا وعلمنا" وذلك في إشارة للعقوبات الاقتصادية والضغوط التي تمارسها واشنطن على أنقرة على خلفية احتجاز القس الأميركي أندرو برونسون.

وأكد أردوغان -في رسالة مصورة وجهها للشعب التركي وللأمة الإسلامية وللإنسانية جمعاء بمناسبة عيد الأضحى المبارك- أن الهدف من ذلك الهجوم هو "هزم الشعب التركي وتركيعه ووضعه تحت الوصاية".

وأوضح الرئيس أن الذين يستهدفون الاقتصاد يحاولون إخضاع تركيا لوصايتهم وتكبيل أيديها، وأشار إلى أن "من فشلوا في هزم تركيا بآلاف الحيل والمكائد، سيرون قريبا فشلهم بمحاولتهم إخضاعها عن طريق النقد الأجنبي".

وأردف "إن شاء الله، بلدنا يتمتع بالقوة والقدرة والدراية، ما يُمَكّنه من تخطي كل الأمور التي تواجهه، فيكفينا أن نتوحد".

لن نستسلم لمن حوّلنا لهدف استراتيجي

وسبق أن أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تستسلم لمن يقولون إنهم شركاؤها الاستراتيجيون وهم يحوّلونها إلى هدف استراتيجي.

وفي المؤتمر العام السادس لحزب "العدالة والتنمية" في أنقرة، قال أردوغان،: "لن نستسلم لمن يقولون إنهم شركاؤنا الاستراتيجيون، وهم يحوّلوننا إلى هدف استراتيجي"، وذلك وفقاً لوكالة "الأناضول" التركية الرسمية.

وتابع أردوغان: "البعض يهددوننا عبر سعر صرف العملة الأجنبية، والتضخم، والاقتصاد، والعقوبات، ونحن نقول لهم كشفنا مؤامرتكم ونتحداكم"، مضيفاً "لن تتمكنوا من دولتنا وشعبنا، لن تتمكنوا من تدميرنا".

التعاون العسكري مع واشنطن مستمر

ويأتي ذلك في حين تقول أنقرة إن التعاون العسكري بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ما زال مستمرا، بما في ذلك حول منبج شمال سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الصربي إيفيتسا داتشيتش، يوم الأحد، بولاية أنطاليا، عدم وجود أي تلكؤ في التعاونات بين أنقرة وواشنطن في المجال العسكري.

وأشار جاويش أوغلو إلى خارطة الطريق المتفق عليها مع واشنطن حول منطقة منبج في الشمال السوري والتي تنص على انسحاب الوحدات الكردية المسلحة وتسيير دوريات أمريكية تركية مشتركة هناك.

وبين الوزير التركي أنّ الجيشين التركي والأمريكي ينتقلان حاليا إلى مرحلة تنفيذ دوريات مشتركة في مدينة منبج، على الرغم من الأيام القليلة للتأخير عن الموعد المحدد.

تركيا تواصل صناعة أجزاء من طائرة "إف-35"

وأكد أوغلو أن تركيا تواصل صناعة أجزاء من طائرة "إف-35"، مبينا أنّ مشروع الطائرة مشترك بين عدة دول، وليس مشروعا يمكن لطرف ما أن يعلن انسحابه منه.

وانتقد أوغلو "لغة التهديد" التي تتبعها واشنطن بالتعامل مع تركيا، وشدد أنّ تركيا ترجح دائما حل كافة المشاكل العالقة مع واشنطن عن طريق الدبلوماسية، قائلا: "ولكن الولايات المتحدة اختارت لغة التهديد، وتركيا تعارض عقلية فرض الإملاءات".

تركيا عرضت شرطا لإطلاق القس.. وواشنطن رفضت

ووافقت الحكومة التركية على إسقاط تهم الإرهاب ضد القس الأميركي أندرو برانسون وإطلاق سراحه، في مقابل وقف واشنطن تحقيقا قد ينتهي بفرض غرامة تبلغ مليارات الدولارات على بنك خلق الحكومي التركي، لكن إدراة الرئيس دونالد ترامب رفضت الصفقة، حسبما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال.

وتأتي هذه المعلومات لتشير إلى أن الأتراك وضعوا القس الأميركي رهينة للمساومة عليه مع الأميركيين الذين يبحثون فرض عقوبات مالية على بنك خلق، بتهمة الالتفاف على الحظر الأمريكي ضد إيران.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن مرارا أن حكومته لا يمكن أن تتدخل في قرار القضاء التركي الذي يحاكم القس الأميركي بالتجسس ومساعدة جماعة الداعية فتح الله غولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة ضد اردوغان في يوليو 2016.

دور برونسون في العراق.. وواشنطن تضحي بحليفها 

واظهرت صور قديمة تعود للقس الأمريكي أندرو برونسون وهو يحمل سبيكة من الذهب خلال الغزو الامريكي للعراق، الامر الذي سيثير الجدل ويكشف احد الاسرار التي تدور حول هذه الشخصية المهمة والتي تصر الادارة الامريكية على التضحية باهم حلفائها في العالم واحد اهم اعضاء الناتو من اجل اطلاق سراحه.

وتقول تقارير سابقة تعود للاعوام 2004- 2010 ان هذا القس كان احد افراد المارينز الامريكان الذين دخلوا مع القوات الخاصة الامريكية الى بغداد، ومن الرجال الذين اوكلت لهم مهمات خاصة في العراق وغيره منها السيطرة على اموال العراق والذهب ومحتويات قصور الديكتاتور العراقي السابق صدام حسين واثار العراق المهمة, الامر الذي تخشى الولايات المتحدة من كشفه ولعل المخابرات التركية قد حصلت على هذه المعلومات ما سيعقد الامر على الادارة الامريكية التي تصعد في تهديداتها الموجهة الى تركيا بصورة هستيرية.

إطلاق نار على السفارة الأميركية في أنقرة

وتعرض مقر السفارة الأميركية في العاصمة التركية أنقرة لإطلاق رصاص في وقت مبكر صباح يوم الاثنين مما أدى لتحطم نوافذ مكتب أمن تابع لها، دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا.

وأفادت محطة "سي أن أن ترك" أن منفذي الهجوم لاذوا بالفرار على متن سيارة بيضاء بعد إطلاق عدة رصاصات على مكتب أمن تابع للسفارة الأميركية وسط أنقرة في الساعة الخامسة فجرا بتوقيت تركيا.

مكتب أردوغان يعلق على الهجوم على السفارة الأمريكية

وقال متحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الهجوم على السفارة الأمريكية في أنقرة كان محاولة واضحة "لخلق حالة من الفوضى".

ودان إبراهيم كالين في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي في "تويتر" الهجوم الذي وقع في الصباح الباكر من يوم الاثنين، مؤكدا على أن السلطات المعنية تجري تحقيقا للوقوف على ملابسات الحادث.

الخارجية التركية تدين الهجوم على السفارة الأمريكية 

وأدان المتحدث باسم الخارجية التركية حامي آق صوي، الهجوم الذي استهدف السفارة الأمريكية في العاصمة التركية أنقرة في وقت مبكر من صباح يوم الإثنين.

وأكد آق صوي في جواب خطي على سؤال وجه إليه حول الهجوم، رفع مستوى التدابير الأمنية من أجل حماية السفارة الأمريكية في أنقرة وأفراد البعثات الدبلوماسية الأجنبية العاملة في تركيا.

السفارة الأمريكية بأنقرة تتوجه بالشكر للشرطة التركية

وتعقيبا على استهداف السفارة الأمريكية في أنقرة بطلقات نارية صباح اليوم دون وقوع إصابات توجهت السفارة الأمريكية في أنقرة، بالشكر لعناصر الشرطة التركية، لاستجابتهم السريعة، إثر استهداف مبنى السفارة صباح اليوم الإثنين بطلقات نارية.

وقال متحدث السفارة الأمريكية، ديفيد غاينر تعليقا على الهجوم "أتوجه بالشكر للشرطة التركية على استجابتهم السريعة مع الحادث".

وفي ظل التطورات التي تشهدها العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وتركيا، فهل تنتهي الأزمة بين واشنطن وأنقرة بمجرد إعادة الأخيرة القس الأمريكي المحتجز لديها تحت الإقامة الجبرية؟ وبحسب محللين يبدو أن حل الأزمة بين البلدين لا يزال بعيد المنال وخاصة خلال المرحلة المقبلة وأن الأزمة الأخيرة هي جزء من الأزمات التي بدأت بين أنقرة وواشنطن منذ ما يزيد عن خمس سنوات تقريبا، ولو أن هذه الأزمة تم حلها بشكل نهائي فإن أزمات أخرى مشابهة يمكن أن تتولّد بين الطرفين، وبناء عليه ولوجود أزمة ثقة بين البلدين فإنّ طريقا صعبة بانتظار البلدين.