فورين بوليسي: عشرة صراعات عليك متابعتها في عام 2017

فورين بوليسي: عشرة صراعات عليك متابعتها في عام 2017
الإثنين ٠٩ يناير ٢٠١٧ - ٠٨:١١ بتوقيت غرينتش

بجانب سوريا والعراق، ومن تركيا إلى المكسيك؛ استعرضت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية السبت، عشر ساحات للصراع المتوقعة في العام القادم، مشيرة إلى أن هناك مزيدا من النقاط "غير المتوقعة" للعام المقبل.

العالم - منوعات

"أخطر فصل"

وقالت المجلة في مقدمة تقريرها المطول، إن العالم يدخل "أخطر فصوله التاريخية خلال عقود"، موضحة أن الارتفاع في وتيرة الحروب خلال الأعوام الماضية "أفقد القدرة على التوافق مع التبعات".

وأشارت المجلة، في تقرير جين ماري جوينو، رئيس مجموعة الأزمات الدولية"، إلى أن انتخاب دونالد ترامب للرئاسة الأمريكية "كان أخطر حدث خلال العام الماضي"، ويتوقع أن يكون له تبعات جيوسياسية كبيرة، كما سينشر مزيدا من الفوضى في العالم، خصوصا أنه "لا يمكن توقع تحركاته".

وفي اوروبا..

تصدرت "القوى القومية" في اوروبا، بحسب تعبير المجلة، كما يتوقع أن تمثل الانتخابات المقبلة في فرنسا وألمانيا وهولندا "اختبارا" للمشروع الأوروبي، في واحد من أكبر التحديات في العالم.

ومن جانب آخر، أشارت الصحيفة إلى أن التنافسات الإقليمية، كما هي واضحة بين الخليج (الفارسي) وإيران على التأثير في الشرق الأوسط، "تشكل المجال العالمي"، وتركت آثارها في حروب الوكالة ذات التبعات "المدمرة" في سوريا والعراق واليمن، بحسب تعبيرها.

"حرب الإرهاب لا تنجح"

واستبعدت المجلة أن يكون "الحرب على الإرهاب" جامعا للقوى العالمية، لإن الإرهاب "تكتيك"، وليست إستراتيجية، بحسب تقرير "فورين بوليسي".

وأوضحت: "التنظيمات الإرهابية تستغل الحروب ودمار الدول لتعزيز سلطتها، وتتقوى على الفوضى"، مؤكدة أن ما يحتاجه العالم هو إستراتيجية لتجنب الصراعات، بطريقة "شاملة".

واختتمت المجلة مقدمة تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، بقولها إن "العولمة أصبحت واقعا"، موضحة أن "العالم مترابط، وما جرى في سوريا، مثلا، ولد موجة لاجئين، أدت إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتركت آثارها الاقتصادية والسياسية في لعالم"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن تحقيق مزيد من السلام والازدهار بدون إدارة تعاونية لشؤون العالم".

وفي ما يلي، الصراعات العشرة، التي قالت "فورين بوليسي" ستترك آثارا كبيرة على العالم:

1-  سوريا والعراق

بعد ما يقارب ستة أعوام من الأزمة، وسقوط خمسمائة ألف قتيل، ولجوء ونزوح ما يقارب 12 مليون سوري، يبدو أن ضعف ما يسمى بـ"المعارضة المعتدلة" وتشظيها بسبب توجهات داعميها المتباعدة، أدى لتعزيز الجماعات الارهابية، مثل جماعة "داعش" الارهابية وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا).

وأشارت إلى أن المسار الدبلوماسي، الذي بدأ بعد اتفاقية تركيا وروسيا وإيران، ومحاولة وقف إطلاق النار التي تبعتها، يمثل أفضل احتمالية لتقليل العنف في سوريا.

من جانب آخر، قد تزيد الحرب ضد "داعش" التي تقودها أميركا تزيد العنف والفوضى، ففي سوريا؛ تتنافس قوتان ضد التنظيم: واحدة تقودها أنقرة، والأخرى وحدات حماية الشعب، حليفة حزب العمال الكردستاني، وهي مرتبطة بالصراع الجاري بين القوتين داخل تركيا، مع دعم واشنطن لكلا الجانبين، ومحاولة تقليل العنف بينهما، الذي يستفيد منه جماعة "داعش".


وفي العراق، قوضت الحرب ضد "داعش" قدرة هذه الجماعة الارهابية على حكمها، وتسببت بالدمار، وجندت الشباب، ونشرت الرعب في المجتمع العراقي، كما هشمت المجتمع.

وأشارت المجلة إلى أن العراق، عليه أن يؤسس قوى استقرار داخل الموصل في المناطق التي تتم استعادتها من جماعة "داعش"، كي لا تضيع الجهود العسكرية، بالإضافة إلى بدء حوكمة تتضمن عوامل سياسية.

2- تركيا

يمثل هجوم رأس السَنة في إسطنبول نذيرا لمزيد من العنف في تركيا، والذي تبنته جماعة "داعش" الارهابية، في خروج عن سياستها بعد استهداف تركيا.

بالإضافة إلى ذلك، تواجه تركيا صراعا متصاعدا مع حزب العمال الكردستاني، مما يضع تركيا في خطر كبير، بسبب الاستقطاب السياسي، والضغط الاقتصادي، والحلفاء الضعفاء، بحسب "فورين بوليسي".

3- اليمن

تمثل حرب اليمن كارثة إنسانية جديدة، تمزق البلد الأفقر في العالم العربي، حيث يقف ملايين الناس على شفا المجاعة، مما يزيد الحاجة نحو وقف إطلاق نار شامل، وتسوية سياسية بأسرع وقت ممكن ووقف القصف السعودي.

ويعلق أطراف النزاع في اليمن، المدعومين من السعودية، بسلسلة من العنف والاستفزازات التي تعرقل محادثات الأمم المتحدة، التي تدعو إلى اعتماد خارطة الطريق الأممية لإنهاء النزاع هناك.

4- الساحل وحوض بحيرة تشاد

تسببت الصراعات في الساحل الأفريقي وحوض بحيرة تشاد بمعاناة كبيرة، منها نزوح أكثر من أربعة ملايين شخص، كما استغلت التنظيمات الجهادية والمسلحة وشبكات الإجرام هذه النزاعات في المنطقة الغنية بالموارد، حيث تضعف الحدود والحجومات.

وفي العام الماضي، شنت التنظيمات الجهادية عدة هجمات مميتة في النيجر، وبوركينا فاسو، وساحل العاج، وأضعفت المنطقة أكثر، حيث نشطت تنظيمات "القاعدة في المغرب الإسلامي"، و"المرابطون"، كما ظهر تنظيم جديد بايع جماعة "داعش".

كما يتوقع أن تواجه مالي أزمة كبيرة هذا العام، كما أدى تفكيك أكبر الحركات المتمردة هناك: "تنسيقية حركات أزواد"، إلى ظهور مزيد من التنظيمات، ونشر العنف إلى وسط مالي، بحسب المجلة، التي دعت إلى استغلال القمة الأفريقية لإحياء عملية السلام، ودعوة التنظيمات التي لم تشارك، بوساطة الجزائر، التي تمثل عاملا كبيرا للاستقلال.

أما في حوض بحيرة تشاد، فإن القوى الأمنية النيجيرية والكاميرونية والنيجرية والتشادية، صعدت قتالها لتنظيم بوكو حرام، كما أعلن الرئيس النيجيري نهاية بوكو حرام في آخر مناطقهم في غابة "سامبيسا"، لكنها لم تنتهي.

ويمثل تمرد "بوكو حرام"، والرد العسكري عليه، وغياب المساعدة المؤثرة لأولئك في الصراع يهدد بتشكل سلسلة ممتدة من العنف واليأس.

5- جمهورية الكونغو الديمقراطية

مع مطلع العام، أعلن قساوسة كاثوليك التوصل لاتفاق لحل الأزمة السياسية في الكونغو، إلا أن الرئيس جوزيف كابيلا لم يوقع عليها، وهي تطلب منه أن يتنحى بعد إجراء انتخابات، في صفقة تظل الفرصة الأكبر، رغم غياب الثقة بين الأطراف.

ودفع إصرار كابيلا على التمسك بالحكم، رغم انتهاء دورته الثانية، بما يخالف الدستور الكونغولي، أدى لمعارضة كبيرة ومظاهرات في عام 2016، وهدد بمزيد من العنف.

ودعت "فورين بوليسي" إلى تنسيق الجهود الأفريقية والغربية لإبعاد الكونغو من الصراع، وتجنب المزيد من الفوضى، في مهمة لا تستطيع عليها أكبر مهمات الأمم المتحدة وحدها.

6- جنوب السودان

بعد ثلاثة سنوات من الحرب الأهلية، لا زالت أصغر البلدان في العالم تواجه عدة صراعات، حيث أدت المطالب من الحكومة المركزية، وموجات من النزاع الإثني إلى نزوح أكثر من 1.8 مليون، داخل البلاد، و1.2 مليون خارج البلاد، وسط أنباء من مجازر جماعية وعدم التقدم في اتفاقية سلام عام 2015.

7- أفغانستان

تمثل الحرب والفوضى السياسية في أفغانستان تحديات خطيرة للسلام والأمن الدولي، رغم مرور أكثر من 15 عاما على الاحتلال الاميركي بحجة طرد "طالبان" من الحكومة.

واليوم، حصلت "طالبان" على الأرض، وشاركت "شبكة حقاني" في مزيد من الهجمات بمدن مختلفة، وجماعة "داعش" تبنت عددا من الهجمات ضد الشيعة، كما وصلت الهجمات المسلحة إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الأمم المتحدة بتسجيل الصراعات منذ عام 2007.

ومن جانب آخر، توترت علاقات أفغانستان مع باكستان، بسبب دعم إسلام آباد لطالبان والتنظيمات المسلحة الأخرى، كما ارتفعت التوترات بعد أن أجبر آلاف الأفغان على مغادرة باكستان، بسبب العنف والاعتقالات والاستفزازات، بالإضافة للأزمة الاقتصادية التي تواجهها أفغانستان.

8- ميانمار

يمثل مصير أقلية الروهينجا المسلمة قلقا دوليا متجددا، حيث شهدت تدهورا في حقوقها خلال الأعوام الماضية، خصوصا بعد مزيد من العنف في ولاية راخين في عام 2012، وحصلت بعد سلسلة هجمات استهدفت شرطة الحدود والجيش في منطقة قرب جبهة ميانمار الشمال شرقية مع بنجلادش، وجاء الرد عليها في حملة استهدفت المدنيين والعسكريين، وسط جرائم بشعة كالإعدامات الجماعية والاغتصاب والحرق.

وفي منتصف كانون الثاني/ ديسمبر، قدرت الأمم المتحدة أن ما يقارب 27 ألف شخصا من أقلية الروهينجا نزحوا إلى بنجلادش، كما انتقد أكثر من عشرة فائزين بجائزة نوبل الرئيس الميانماري لعدم تحدثه عن الانتهاكات، ودعوا إلى حقوق مواطنة كاملة ومتساوية للروهينجا. كما كشف فيديو جديد ما تمارسه السلطات الميانمارية من انتهاكات بحق المسلمين الروهينجا.

9- أوكرانيا

بعد ما يقارب ثلاثة أعوام وما يقارب عشرة آلاف قتيل، غير التدخل الروسي كل الحكم السياسي في أوكرانيا، المقسمة من الصراع والتي ينهشها الفساد، والتي يتوقع أن تسير نحو مزيد من الشك.

ويثير إعجاب ترامب بالرئيس الروسي مخاوف كييف، وسط إشاعات حول سعي الولايات المتحدة رفع العقوبات عن روسيا.

وأدى توقف تنفيذ اتفاقية "مينسك" المبرمة في شباط/ فبراير 2015، إلى اقتراب روسيا من تحقيق هدفين لها في أوكرانيا: تأسيس كيانات موالية لروسيا في شرقي أوكرانيا، وتطبيع سيطرتها على شبه جزيرة القرم التي بدأت الحرب في 2014.

وعبر أوكرانيا، هناك خيبة أمل كبيرة بين الزعماء الذين وصلوا إلى السلطة من مظاهرات "الميدان" بداية 2014، والذين يتحولون إلى تمثل الفاسدين الذين سعوا لإسقاطهم، كما يتراجع الدعم الغربي للرئيس الأوكراني بسبب عدم رغبة كييف أو عجزها عن تحقيق الإصلاح الاقتصادي وتحقيق إجراءات مواجهة للفساد.

10- المكسيك

قد يتحقق مزيد من التوتر بين الولايات المتحدة والمكسيك، بعد تعهدات ترامب ببناء جدار حدودي، وتهجير ملايين العاملين، وإنهاء اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية، كما وصف المهاجرين المكسيكيين بـ"تجار المخدرات، والمجرمين والمغتصبين"، واعتمد على دعم التنظيمات البيض القوميين.

وفي جهد لتجنب مواجهة مستقبلية، دعا الرئيس المكسيكي إنريكو بينا نيتتو ترامب لزيارة البلاد في أيلول/ سبتمبر الماضي، في خطوة تسببت بغضب شعبي عارم داخل المكسيك، الذي يشهد معدلات عالية للجريمة وفسادا واقتصادا متهالكا.

المصدر: فورين بوليسي - ترجمة عربي 21

2-4