فضيحة"بيغاسوس"..هل تنتقم فرنسا من الإحتلال بسبب"عدم احترام مقامها"؟

فضيحة
الأربعاء ٠٤ أغسطس ٢٠٢١ - ٠٤:٣٥ بتوقيت غرينتش

بعد فضيحة برنامج تجسس الإحتلال الإسرائيلي «بيغاسوس»، تطرح فرنسا حالياً أسئلة محدّدة كثيرة على تل أبيب، فيما لا تبدو هذه الأخيرة مستعدة للإجابة عليها.

العالم - أوروبا

وبحسب معلومات حصلت عليها صحيفة «L'Opinion» الفرنسية، طلبت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، من وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، في اجتماع بينهما في 28 آذار الماضي، أن يتمّ استبعاد الأرقام الفرنسية، وهي أكثر من 33 رقماً، من الهواتف القابلة للاختراق من البرنامج، من دون الحصول على ردّ واضح.

من جهة أخرى، كانت السلطات الإسرائيلية التي تسمح بتصدير هذه البرمجيات، قد وافقت على طلب مماثل بخصوص الأرقام الأميركية والبريطانية، وربما حتى الصينية والروسية. على إثره، اعتبرت فرنسا، التي هي أيضاً عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أن "إسرائيل" «لا تحترم مقامها». وبالتالي، بدأت هذه المسألة بتعقيد العلاقات بين البلدين في الخفاء بحسب الصحيفة.

ومن على متن الطائرة التي كانت تقلّه في 22 تموز إلى اليابان، اتصل الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، للبحث في هذه المسألة. ولم يكن بينيت مستعجلاً للردّ على ماكرون، بذريعة «الغضب» بسبب عدم تلقّيه تهنئة خاصة من الرئيس الفرنسي يوم تولّيه المنصب منتصف الشهر الماضي، وفق ما أفادت الصحيفة.

يشار إلى أنه كان من المقرر أن تُكرَّس الزيارة الإسرائيلية إلى فرنسا لبحث الأزمة اللبنانية والاتفاق النووي الإيراني والتعاون الثنائي، غير أن قضية «بيغاسوس» فرضت نفسها على جدول الأعمال.

هل تسعى فرنسا للانتقام؟
ترجّح الصحيفة أنه من غير المحتمل أن تنتقم فرنسا من مثل «هذه التجاوزات الإسرائيلية». في الواقع، حتى لو لم تعترف الشركات الفرنسية بذلك علناً، فإن العديد منها تعتبر أنها في حاجة ماسة إلى التكنولوجيا الإسرائيلية، لا سيما لحماية نفسها من الهجمات الإلكترونية، علماً أن الإسرائيليين يتقدمون على الفرنسيين في هذه المجالات. ومن جهتهم، يحتاج الإسرائيليون إلى رأس المال والدراية الصناعية.

أضف إلى ذلك، أن الفرنسيين والأوروبيين يتفقون على أنه إلى جانب التقدم التكنولوجي عليها، يتفوق الإحتلال الإسرائيلي أيضاً على فرنسا في مجال الطائرات المسيّرة، وهو محور المناقشات بين الجيشين الفرنسي والإسرائيلي أيضاً. وقد شهد التعاون فيه بين الطرفين تقدّماً ملحوظاً في السنوات الماضية.

كلمات دليلية :